الموضوع
:
رسائل الريح
عرض مشاركة واحدة
احصائيات
الردود
5
المشاهدات
6245
عبدالحكيم ياسين
فنان وأديـب ساخر سوري
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 2
المشاركات
155
+
التقييم
0.02
تاريخ التسجيل
Sep 2007
الاقامة
رقم العضوية
3999
12-23-2014, 12:07 AM
المشاركة
1
12-23-2014, 12:07 AM
المشاركة
1
Tweet
رسائل الريح
بخطوات رشيقة.. سار إلى مقعده المعتاد في الحديقة ..
نور الصباح غمر المكان..والندى بدأ يتبخّر من حوافّ الجدران..
وذاكرته المتوقّدة ..أفرجت له عن صور متجدّدة..
هنا في الممرّات الحجريّة ..فرأى نفسه في حلّة رياضيّة..
يجري ملوّحاً بيديه في الهواء.. مستنشقاً معه الروائح التي تفوح في الأنحاء..
فمرّة رائحة(القضامة)المحمّصة ..من مؤسّسة لها مخصّصة..
ومرّة عطر شجيرات الياسمين ..المعرّشة على جدران المقيمين..
وتارة رائحة أوراق انتزعها الخريف..وكوّمتها الرياح فوق الرصيف ..
واليوم ..رغم البرودة الخفيفة..وغيوم في الأفق كثيفة..
إلّا أنّ كلّ شيء بدا متعطّشاً للحياة..
عصافيرالدوري التي تطارد الفتات ..
والقطط التي تستطلع جديد أكياس القمامة ..بأنوف شمّامة..
ويدرج الأطفال على عجلات..حاملين مختلف الحاجيّات..
مشاركين في مهرجان التعطير..بأرغفة مخبوزة في تنانير..
أو بأقراص الفلافل ..المتبّلة بالتوابل..
وهاهو يجلس على مقعده الأثير.. يتلمّس دفتره الصغير..
ويسحب منه ورقة بيضاء ..
إلّا من عنوان قصيدة حاول كتابتها في المساء..
فلم يفلح في أن يزيد على كلمة(أحبّك)..
ولم يجد طريقة..للتعبير عن حبّه للحديقة..
فجاء إليها هذا الصباح..أملاً في النجاح..
ولم يكد يهمّ بالكتابة ..حتّى هبّت ريح مشاغبة..
حملت من يده وريقة الأشعار..
وألقتها في حضن المرأة التي تتريّض هنا باستمرار ..
فقامت من فورها تحمل ماحسبته رسالة عاجلة..
ووقفت أمامه مشيرة إلى القلم قائلة :
هل تسمح؟
فمدّه لها بيد مرتجفة محاولاً أن يشرح..
إلّا أنّها لم تمهله ..وكتبت:
وأنا أيضاّ..
فتناول القلم وكتب:
وأنت أيضاً ..إنّها تستحقّ ..
فهي أجمل حديقة في المدينة ..
---------------------
مع تحيّات عبدالحكيم ياسين
رد مع الإقتباس