الموضوع
:
[ " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ " ................. ]
عرض مشاركة واحدة
09-09-2010, 10:05 AM
المشاركة
26
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Dec 2009
رقم العضوية :
8249
المشاركات:
29,962
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[
عنوان الزاد
] :
(
الإسراف والتبذير
)
-------------------------------------
إن هنالك مالا مسرفا فيه، ومالا مبذرا به ..
فالإنسان تارة يسرف : بمعنى أن أصل العملية صحيح ، حيث أن له الحق في أن يشتري طعاما مثلا ، ولكن يشتري زيادة عن حاجته ..
وتارة يبذر: أي أنه يشتري ما لا يحتاج إليه ، ويجعل ماله في غير موضعه ؛ فهؤلاء عبر عنهم القرآن الكريم بأنهم أخوان الشياطين ، حيث قال تعالى في كتابه الكريم :
{
إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ
} ..
إذا كان صرف المال الفاني في غير محله يعد تبذيرا ، ويجعل الإنسان من أخوان الشياطين ؛ فكيف بما هو أرقى من المال ، عندما يصرف في غير محله ، ألا وهو العمر والوقت ؟!..
إن القسم الجاد في حياتنا، يكاد ينحصر في الحضور إلى المسجد ، والوقوف للصلاة بين يدي الله عز وجل .. وإلا فإن الأعمار في تلف مستمر ، {
إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
} ..
بعض الناس يمضي يومياً ثلاث أو أربع ساعات في سيارته ، والبعض الآخر قد يمضي ساعات من الانتظار في طوابير الشراء ، وهناك من هو مبتلى بالأرق ؛ لا هو مستيقظ فيعمل شيئا ، ولا نائم فيرتاح بدنه ..
فهذه الحالات تكون قصراً دون اختيار من الإنسان ..
ولكن أحيانا الإنسان بسوء اختياره ، يمضي ساعات من عمره في النظر إلى التلفاز ، دون أن يستفيد من ذلك شيئا لدنياه أو لآخرته .
فإذن ، ماذا نعمل في معظم ساعات العمر ، التي هي عبارة عن هذه الساعات التالفة ؟..
إن هناك عدة أبواب للاستثمار ، منها :
- القراءة .. قراءة القرآن الكريم ، وقراءة كل ما ينفع الإنسان لدنياه وآخرته ..
إن المؤمن في أيام حياته ، لا بد أن يقرأ الألفاظ المشكلة في القرآن الكريم ، على الأقل في المصحف الذي بهامشه تفسير بسيط ..
لو أن إنسانا هوى فتاة أجنبية ، وأرسلت له رسالة ؛ ألا يبحث في القاموس كي يعلم ما الذي تقوله هذه المحبوبة ؟!.. فكيف إذن بإنسان يدعي أنه يحب رب العالمين ، ولا يعلم ماذا يقول ؟!..
من تلك الألفاظ : {
تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى
} ، {
وَفَاكِهَةً وَأَبًّا
} ..
بعض الكلمات نرددها في اليوم كذا مرة ، ولا نعرف معناه ا.. مثلا : في الصلوات اليومية ، نردد هذه الجملة : (
سمع الله لمن حمده
) !.. لماذا سمع لمن ، وليس سمع من ؟.. وما معنى الصلاة على محمد وآل محمد ؟.. وكذلك ما معنى : {
اللَّهُ الصَّمَدُ
} ، {
لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ
} ..
في المعوذتين كلمات لا يعرفها معظم الناس {
وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ
} ، {
وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ
؟.. {
مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ
} .. ما معنى : النفاثات ، والعقد ، وغاسق ، والوقب ، والخناس ؟..
لو جعل الإنسان في مكتبه القرآن المفسر البسيط، وقرأ كل يوم من كل صفحة آية ، من الممكن أن يختم القرآن في سنة ، من حيث المعنى .
- الذكر .. إن الذكر قسمان : ذكر لفظي وذكر قلبي ..
لا بأس للمؤمن أن يتخذ وردا بين وقت وآخر؛ ويلتزم به .. كل أربعين يوما يختار وردا معينا ، ويلتزم به خلال ذهابه وإيابه ..
ومن أفضل الأذكار سورة التوحيد ، ولو اتخذ المؤمن في شهر رمضان من هذه السورة وردا ، لأصبح ثريا ..
حيث أن كل ثلاث سور بمثابة ختمة، وفي شهر رمضان كل آية بحكم ختمة ..
انظر إلى العدد التصاعدي من الأجر لمن كان له قلب !..
9 / 9 / 2010
رد مع الإقتباس