للجســـــر قوموا وانحنـــوا إجــلالا
وتمعَّـنــوا في ضفَّـتيـــــــه جمــــالا
ياجســـر كـــم آنســـتنا عنـــد اللقــا
ووهبتنـا ســــرَ الحيـــــاة ، فقــالا :
عانقتُ عطـــرَ العابرين وطيفَهــــم
ورأيتُ من أرواحهــــم أجيــــــــالا
وجهي ووجهـــك أزهرا في لوحــةً
قدســــيـَّةٍ تســــــــتنهض المـــــوّالا
يوما تمــرُّ من الاكابــــر ثلّــــــــــةٌ
تضفي علـــيّ مهابـــــــــةً وجــلالا
ويلوح من خلف المنازل شــــــاعرٌ
يهذي بما قـد يحتويــــــــــه خيـــالا
يقـتــاد الــــــوان القصيــــد بجعبــة
ويفك من ازرارهــــــــا الأغــــلالا
رأســــي بدى للانتظـــــار محطـــة
وكأنـــه يســــــــتلهـــــم الآمــــــالا
ويمرُّ مَنْ يحكي حكايـــة عاشـــــقٍ
لعشـــــــيقـــه متأمــــــلاً جــــــوّالا
ووجدتني أفنيتُ عمري ســــــاكنــا
والنهـــــرُ تحتـي أدمن التــرحــــالا
يومـــــا رأيت بجانبـــي غجريـَّــــةً
مثـــــل الخريف تسـاقط الاســــمالا
ومن الحوالــك تســـــتعيــــر عباءةً
ومن الرصيـــف حدائقــاً وظــــلالا
أنَـا شيخُ هذا الحي أبقى ســــــالكــاً
محدودبــــاً متواضعـــــا حمّـــــــالا
تختارني الاجيـــــال رغـــم تقادمي
كالليث ضــــمَّ عرينُـــه الاشـــــبالا
جيل تشــــقق صارخا من هولــــــه
فرجوتـــه ان يوقـف الـــزلــــــزالا
جيـــش الثعالب مؤلـــم وأحســـــــه
لمـــا مضى ويحـــــرك الاذيــــــالا
إنــي لأذكـــر طعنــــة في خافقـــي
عند الصبـــــاح توغلت ايغــــــــالا
قطـــرات وردٍ للجســــور بعـثتهـــا
وجعلتهـــــــا لأحبتي مرســـــــــالا
فأنا الذي كــــلَّ الخطى أحصيتُهــــا
إذْ وقعهنّ بخاطــــري يتـوالــــــــى
من مثل روحي في حياطين المهـــا
يتســــلـــق الجــدران أو يتعـــــالـى
أنَا من كراريــــس المدينـــة أرتوي
لــــي بـيـنـهـن منـــــازل تَــتَــــلالا
انَا حاضرٌ في كـــلِّ لوحـــــةِ مبدعٍ
وزوارقي تـتـقـاســـم الاشــــــــكالا
ومعلــــــــــــم ُ مـثـلـــي وأمٌّ أو أبٌ
وقرائـنٌ تـتـوارث الاحـــــــــــــوالا