عرض مشاركة واحدة
قديم 12-07-2014, 11:06 PM
المشاركة 3
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهلا بالأستاذ زياد القنطار


هذه الورقة الثانية من كتاب الذاكرة أبت إلا أن تبدأ من البدايات الأولى ، و اتخذت العدالة ثيمة لها .
يقارب الأستاذ زياد القنطار العدالة من مفهوم الحقوق ، سواء تعلق الأمر بالحق في التعلم و الحرية والرعاية و اللعب . وينقل تلك المفارقة التي يصطدم بها الحق مع القانون المنظم للحقوق سواء أكان عرفيا أو مكتوبا ، فيرصد طغيان الجانب التأديبي على التحفيز ، أو بمعنى آخر تجاهل مقاربة الاستحقاق في فلسفة العدالة. فيدها التي صفعت الطفل هنا كانت عقابية في غياب الثواب ، رغم ذكره للصحيفة التي حظي بها جراء تفوقه وهي عنوان تعاسة كما الشواهد التقديرية التي تعطى إلى اليوم من قبل المؤسسات للمبدعين و المتميزين ، فهي في الأخير نوع من ذر الرماد في العيون .

اصدام الطفل بالعقاب كعنوان للعدالة جعله يعمم من حالة التلميذ المذنب وصولا إلى حالة الحصان البريء و من ثم إلى العصفور الذي تعرض للنصب باسم العدالة ، ليكتشف الحرية و لو ضمنيا ، وهو يتأمل أجنحة الطائر ، الذي كان يجوب الفضاءات الشاسعة .

نص قوي جدا ينتمي لأدب السيرة الذاتية . و من خلاله غاص الأستاذ زياد في ربوع ذاكرته القصية ، ليجد محطات بينة معالمها كانت بداية الوعي بالذات والمحيط ، لا تزال جروحها قابلة للنزف ، في حاضر لم يقدم لها ما يكفي العلاج .

تقديري أستاذي الكريم .