الموضوع: حديث الرياح
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
10

المشاهدات
5120
 
سعاد الأمين
من آل منابر ثقافية

سعاد الأمين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
176

+التقييم
0.04

تاريخ التسجيل
May 2012

الاقامة

رقم العضوية
11181
11-28-2014, 11:36 AM
المشاركة 1
11-28-2014, 11:36 AM
المشاركة 1
افتراضي حديث الرياح
حديث الرياح

غادرت شلة الأصدقاء النزل الرخيص، الذى كان يأوينا منذ ضياع الوطن...لقد وضعت الحرب أوزارها فى بلادهم فغادروا تباعا.
ــ مازال وطني جريح...
الأمطار تهطل بغزارة، تعصف بها رياح ذات صفير، فتقرع النافذة الزجاجية المطلة على زقاق ضيق، هي العين التي أري بها العالم من حولي، أتابع المارة على قلتهم أراهم ولايروني، يهرولون كل إلى وجهته، أنا الذى ليس لى وجهة غير الانتظار! وهذا الصمت الذى خلفه رحيل الأصدقاء..
ــ يا إلهي لقد تجرأت الرياح ! وكشفت عنها الغطاء..
أراها تحاول جاهدة أن تجمع ثوبها الطائر إلي أعلي، لتستر تللك الأفخاذ المجنونة لقد أطارت صوابي! حينما سقطت منزلقة عند حافة الطريق، وفقدت السيطرة على أبعاد جسدها...التقطت تلك اللحظة التى مرت كالبرق، بين عريها الذى انكشف وشهوة كان العهد بها بعيدا..وخزنتها فى تلافيف الذاكرة المثقوبه على عجل، حتى لا تتسرب كذكريات كل النساء فى وطني.
فى تشردي لم أعرف النساء، ولم ألفت نظر أي منهن. توددي يقابل بالرفض والسخرية أحيانا كثيرة، لهن العذر حطام رجل خريج سجون، تجرع كل أنواع الذل والهوان جسده ملئ بندوب التعذيب ومحفظته الخاوية يسكنها العنكبوت..هرب من وطنه يتسول وطنا. لاجئا تعيسا هذا أنا!
ــ أوّاه كيف أسكت هذه الوسواس الذي إحتل ذاتي..
الليلة أهدتني الرياح ما يبدد وحدتي حين أغرق فى مرقدي البارد، وتهاجمني الرغبة المختبئة فى مساماتي لدفء أنثي أي كانت. سأستحضرها لتطفئني.
ــ ياسيدتي مهلا أرجوك لاتهربي من ذاكرتي! إن سقوطك آلمني ..لست قاسيا إن تمنيت إلاتتركك الرياح تنهضين، لقد أسعدت رجلا!!