عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2010, 11:30 PM
المشاركة 24
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


رأي في معركة الجمل :


لننظر هل كانت معركة الجمل بين أعداء ٍ ألداء كما يصف ذلك بعضهم , أم بين أخوة ٍ أوقع الشيطان بينهم , فطاشت أحلامهم

ثم ثابت ؟ ويمكن أن نتعرف على هذا من النتائج .

كانت رؤوس جيش البصرة : طلحة والزبير وعائشة رضي الله عنهم , فلننظر ما الرأي بهم ؟

التقى القعقاع بن عمرو التميمي أحد قادة جيش علي وحكمائه أثناء المعركة مع طلحة وهو يُقاتل جريحا ً فقال له : يا أبا محمد

إنك جريح فحبذا لو دخلت أحد البيوتات . فبطل يرى قائد خصومة جريحا ً , فيطلب منه الخلود إلى الراحة من أجل العافية أم يُجهِز عليه ! !

وجاء عمرو بن جرموز بعد المعركة يستأذن عليا ً وقال : قل له : قاتل الزبير , فقال علي : ائذن له وبشّره بالنار .

فهل القائد يفرح بقتل قائد خصومه أم يتأثر ثم يقول : إن قاتله لا شك في النار ؟

وزار علي رضي الله عنه عائشة رضي الله عنها , بعد المعركة وضرب من تكلم عنها , وقال عندما شيّعها في غرّة شهر رجب مع أخيها

محمد بن أبي بكر : إنها زوجة نبيكم في الدنيا والآخرة . وأعطاها مبلغا ً كبيرا ً من المال , وسيّر في ركبها عددا ً من النساء .

وعندما زارها في دار عبدالله بن خلف الخزاعي كان عدد الجرحى المختبئين في تلك الدار وهو يعرف مكانهم ومكان غيرهم وقد تجاهل

ذلك وكأنه لم يعلم شيئا ً , إذ لم يكونوا خصوما ً كما يُصوّر ذلك بعضهم , فلو كانوا كذلك لنالوا ما نالوا .

كما كان علي ّ رضي الله عنه قد طلب من جنده ألا يجهزوا على جريح ٍ ولا يتبعوا هاربا ً , ولا يدخلوا دارا ً ولا يحوزوا مالا ً

ولا يؤذوا امرأة ً ولا طفلا ً ولا غير مقاتل ٍ مُصر ٍّ مُعاند ٍ , وهذا كله يدل ُّ على الأخوة التامة , ولكن الشيطان أوقع بينهم

ولكل وجهة نظر واجتهاده الخاص وهو عليها مأجور - بإذن الله -

المرجع : كتاب أمهات المؤمنين للمؤرخ محمود شاكر .