عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2010, 11:15 PM
المشاركة 23
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


وخرجت عائشة , رضي الله عنها , إلى ميدان القتال لإيقافه فوقع عكس ما تريد إذ حمي الوطيس وعملت السبئية على رميها فاستبسل من حولها

من أزد البصرة وبني ضُبة , حتى قتل على خُطام جملها أربعون , وقيل سبعون , وكانوا بني ضُبة يرتجزون حول الجمل :

نحن بنو ضبة أصحاب الجمل .... ننازل الموت إذا الموت نزل

والموت عندنا أشهى من العسل ... ننعى ابن عفان بأطراف الأسل

حتى يُعقر الجمل .

وأدرك علي ٌّ رضي الله عنه أن القتال لن يتوقّف , فنادى اعقروا الجمل , فإنه إن عُقر تفرقوا , فعقره رجل , وأمر علي رضي الله عنه

محمد بن أبي بكر أن يضرب على أُخته عائشة رضي الله عنهم , قُبة وأن يطمئن على سلامتها .

خرج محمد بن أبي بكر آخر الليل بأخته عائشة رضي الله عنها , فدخل بها البصرة وأنزلها في دار عبدالله بن خلف الخزاعي على صفية بنت الحارث

وكانت الموقعة يوم الخميس لعشر ٍ من شهر جمادى الآخرة سنة ست ٍ وثلاثين من الهجرة .

أقام علي , رضي الله عنه في عسكره ثلاثة أيام فدفن الناس موتاهم , وصلى على قتلى الفريقين وقال : إني لأرجو ألا يكون أحد نقي قلبه إلا أدخله الله الجنة .

ودخل مدينة البصرة يوم الاثنين الرابع عشر من شهر جمادى الآخرة سنة ست ٍ وثلاثين , فوصل إلى المسجد فصلى فيه , ثم مشى إلى عائشة رضي الله عنها

فسلّم عليها .

جهز علي ٌّ , عائشة رضي الله عنهم بكل ما تحتاج إليه من زاد ومركب ٍ , ومتاع ٍ وأخرج معها كل من نجا ممن خرج معها من مكة وكذلك أربعين امرأة

من نساء البصرة المعروفات وقد اختارهن إليها , ثم طلب من أخيها محمد أن يتجهز ليُبلّغها مكة .

ولما كان اليوم الذي سترحل فيه , جاء أليها وجاء الناس فودّعوها , وودعتهم , وقالت : يا بني َّ عتب بعضنا على بعض ٍ فلا يعتدّن أحد منكم على أحد ٍ

بشيء ٍ بلغه من ذلك . إنه والله ما كان بيني وبين علي ٍّ في الماضي إلا ما يكون بين المرأة وأحمائها وإنه عندي على عتبي لمن الأخيار .

وقال علي : صدقت والله وبرّت ما كان بيني وبينها إلا ذلك , وإنها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة .

وخرجت عائشة رضي الله عنها من البصرة يوم السبت لغرة شهر رجب سنة ست ً وثلاثين , وشيّعها علي أميالا ً , وسيّر أولاده معها يوما ً

فقصدت مكة فأقامت إلى الحج , ثم رجعت إلى المدينة بعد الموسم , وقد غابت عن المدينة طويلا ً .