الموضوع
:
سكتةٌ ..وإيقاع جديد
عرض مشاركة واحدة
10-18-2014, 12:09 AM
المشاركة
25
ياسر علي
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 3
تاريخ الإنضمام :
Dec 2012
رقم العضوية :
11770
المشاركات:
1,595
عندما موسقوا أذني بعمليةٍ إسعافيةٍ على أثر نوبة احتجاج كانت قابَ قوسين أو أدنى من أن تتحولَ إلى تمردٍ بالمطلق..قالوا لي: إنهم قاموا بغسلها، وتنظيفها من كل النغمات المتمرده, وولفوها لكي تتناغم مع رتم نزلي الجديد..ألغوا منها كل المقامات وابقوا على ذلك المقام الذي ينثرُ الحزنَ والألم مع رجعِ ناي أنسَ حفيفَ ذكرى غافية فوق فوهة الأيام...
انطلاقا من العنوان و تكرار المفردات الموسيقية في النص ، يتضح أن الموسيقى تعبير عن الحياة في النص بمفهوما الشامل ، فموسقوا أذني هو عبارة عن إكراه البطل للتعاطي بإجابية مع رتم السجن بمعنى دفعه إلى نسيان مقومات الحياة و حقوقه الأساسية ، والخضوع الكامل لمنطق السجن ، أي أن يتآلف مع السجن و يفقد صفة الفاعلية ويتحول إلى بيدق في رقعة الدومينو هذه ، و يشارك في إيقاع السجن و ينسى ذاتيته و أسباب وجودها ، ومادام البطل أبقى على أقوالهم فقط و لم يستطع التمرد عليها و كشف عيوبها فهو اعتراف ضمني بأنهم نجحوا إلى حد ما في جعله يعزف على إيقاع الوتر الحزين أو النغمة الحزينة و المؤلمة .
لو تأملنا هذا المقطع فهو تفسير وتبرير للحالة التي يوجد عليها ، لكأنه يقول كنت سأمارس مقاومتي لكن السجن أقوى مني ، لذلك أكتفي بتغيير إيقاع الرتابة بالمتاح القليل واليسير .
الزمنُ هنا لا يشابه تفاصيله..عقاربُ ساعاته تتبادل مواقعها سخرية منه, وربما للفت نظر من أشاح الطرف عنها..التاريخ لا يتعدى ذلك اليوم الذي استُقبلت فيه هنا.
هذه الجملة تكرار لجملة البداية ، لكأنها البيت الذي يبني عليه الشاعر بنيان قصيدته ، فهي تلك اللازمة التي تساعد على توسيع الفكرة أو الانتقال من فكرة إلى أخرى ، فهو رجوع إلى الزمن ليس مرة أخرى للاعتراف به ككيان بل لإزالته بالمرة ، فالتاريخ عنده توقف منذ دخوله إلى السجن و هنا تأكيد بأن فترة السجن سكتة كبرى ذات إيقاع رتيب لا تستحق التأريخ .
رد مع الإقتباس