الموضوع
:
سكتةٌ ..وإيقاع جديد
عرض مشاركة واحدة
10-17-2014, 04:16 AM
المشاركة
23
ياسر علي
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 3
تاريخ الإنضمام :
Dec 2012
رقم العضوية :
11770
المشاركات:
1,595
أهلا بالأستاذ أيوب
لمْ يكنْ يومي مختلفاً عنْ سابقهِ, يتلمَّسُ خطاهُ ويمضي، وأستعدُّ لوداعي المعهود. ألوّحُ بيدٍ وأستقبلُ شبيههُ بيدي الأخرى. هو...هو ذاتُ الصمت, وذات البرودة.
استهل البطل نصه بالزمان ليس ليوضح لنا زمن النص أو يعطي انطلاقة الساعة الصفر لحدث معين بل ليحاور الزمان و مغزاه في السجن ، فإذا كان التعاقب يعني صبحا و وزوالا وظهرا وعصرا وغيرها و ما توحي به كل لحظة و ما تمارسه من تحفيز على الذات فيكون لحن اليوم متكاملا في إيقاعاته لينسج لنا حياة عادية ، فالكاتب ركز على الإيقاع الرتيب للزمان فهو يستقبل اليوم ليودعه دون الإحساس بفعالية الزمان كبعد رابع له سلطان على الممارسات . كأنه يقودنا في رحلة تأملية ليؤسس لرؤية جديدة في محاورته تلك لكأنه يتساءل ما المبتغى من اختلاف المدد الزمنية في الأحكام و الإعتقالات ، مادام السجن هو نوع إقبار للذات و النفس وفصلها عن إيقاعات الحياة .
هو هو ذات الصمت و ذات البرودة . لاحظ هنا تركيز الكاتب على الصمت رغم أنه يستمع كل يوم إلى الأبواب و السلاسل و أصوات الحراس و رغم أنه يتعرض للتعذيب والاستنطاقات و غيرها ، لكن البطل في بوحه ركز على الصمت لأنه هو الصامت ليس بلسانه ، فربما هو يتأفف ويتأوه و يستجيب لأسئلة الاستنطاق ، لكن الصمت هنا يتقمص دلالة غياب التجديد فهو صمت الرتابة ، حتى البرودة فهي تجنح نحو برودة المشاعر أكثر مما تعبر عن انخفاض درجة الحرارة .
رد مع الإقتباس