الموضوع
:
سكتةٌ ..وإيقاع جديد
عرض مشاركة واحدة
10-16-2014, 02:40 PM
المشاركة
22
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
مرة اخرى : هل النص اقرب الي الخاطرة ام القصة؟
اقتباس من مداخلة الاستاذ ياسر والذي يخلص الى ان النص نحا جهة الخاطرة :
"الظاهر أن العديد من الأحداث التي أشار إليها الأستاذ أيوب استنباطية و ليست صريحة ، فهي تأويل و اقتناص دلالات من جمل بلاغية اعتمدت المجاز و الاستعارة ، فيها بعض تلميح لا يصل إلى درجة الإخبار بشيء محدد . كالخروج لأداء النشيد الوطني مثلا أو وجود قدم البطل تحت وطأة السجان ، أو ذهاب البطل إلى الساحة" .
- صحيح ان بعض جوانب الحبكة مثل الانشاد بغض النظر ان كان نشيد وطني او شيء اخر تم استنباطها ، لكن ذلك الاستنباط لم يات من الفراغ بل تم الاعتماد على التلميحات الموجودة في النص والتي لا تترك مجال للتاويل بان ذلك ما جرى حتى ولو لم يتم التصريح بشكل كلي وتفصيلي لما جرى فعلا. فالمر واضح ولا يحتاج لكثير من الجهد او العناء لوسائل المتلقي مناخ وبيئة النص وما جرى من احداث تتناسب مع بيئة النص وهي غرفة في داخل سجن انفرادي ، وهذا التبسيط في الاحداث عمل لصالح النص ولو انه جاء عكس ذلك ، اي ان الاحداث جاءت كثيفة مضخمة او بمعنى اخرى مفتعلة لفقد النص مصداقيته ومنطقيته.
اقتباس من مداخلة الاستاذ ياسر " فالنص يبدأ بلحظة تأمل في زنزانة السجين الانفرادية يستحضر فيها بعض المواقف المرتبطة أساسا بتبرير حالة الانهيار التي تعتريه ، ليفاجأ بخبر الإفراج عنه و من ثم تفاصيل مغادرته للسجن" .
- النص يبدأ بوصف المشهد الذي وجد بطل النص نفسه فيه ومن خلال هذا الوصف نعرف انه في السجن ، لان الايام في ذلك المكان تتشابه كما يقول، وفيه يسود الصمت وتعشش فيه البرودة الي حد يجد بطل النص فيه انه بحاجة الى ان يتدثر بخرقه البالية وهذا مؤشر اخر على جو النص:
اقتباس من النص " لمْ يكنْ يومي مختلفاً عنْ سابقهِ, يتلمَّسُ خطاهُ ويمضي، وأستعدُّ لوداعي المعهود. ألوّحُ بيدٍ وأستقبلُ شبيههُ بيدي الأخرى. هو...هو ذاتُ الصمت, وذات البرودة. أتدثرُ خرقي البالية " .
- ثم يلجا الراوي الى تكنيك الاسترجاع الفلاشباك ليخبرنا عن الذي جرى له عند وصوله ذلك المكان( السجن) حيث تم تعذيبه لكسر ارادته المتمردة بعط حادث احتجاج جرى في السجن كاد يصل حد التمرد، الى ان أدى التعذيب لفقده القدرة على سماع الألحان عدا لحن الالم والحزن وفي ذلك كناية عن قسوة بيئة السجن وهنا يخبرنا عن نزله الجديد وهو ما يشير الى وجوده في السجن
:
اقتباس من النص " عندما موسقوا أذني بعمليةٍ إسعافيةٍ على أثر نوبة احتجاج كانت قابَ قوسين أو أدنى من أن تتحولَ إلى تمردٍ بالمطلق..قالوا لي: إنهم قاموا بغسلها، وتنظيفها من كل النغمات المتمرده, وولفوها لكي تتناغم مع رتم نزلي الجديد..ألغوا منها كل المقامات وابقوا على ذلك المقام الذي ينثرُ الحزنَ والألم مع رجعِ ناي أنسَ حفيفَ ذكرى غافية فوق فوهة الأيام...".
- في الفقرة التالية نجد تأكيد على وجوده في السجن ومزيد من الوصف للبيئة التي اصبح يعيش فيها بطل النص حيث يبطئ الزمن دورانه الى حد تبدو حركة عقارب الساعة جامدة في مكانها، وعلم الحساب معطل والشمس تغيب وكلها مؤشرات على بيئة السجن:
اقتباس من النص" الزمنُ هنا لا يشابه تفاصيله..عقاربُ ساعاته تتبادل مواقعها سخرية منه, وربما للفت نظر من أشاح الطرف عنها..التاريخ لا يتعدى ذلك اليوم الذي استُقبلت فيه هنا. أرقام فوق رأسك على جدار غصَّ بمثلها حتى تخاله صنع منها...!!؟ الحساب لا يخضع لقواعده، وكل حسبة معطلة إلى أن تغادر ذلك الباب، علم الفلك في إجازة مفتوحة، فالشمس لن تلامس عتبات صباحك، ولن يحتضنها المساء, فكلاهما في العدِّ سواء..!!!!"
اقتباس من مداخلة الاستاذ ياسر " لو تأملنا المساحة المخصصة للحظة التأمل تلك فهي حوالي 16 سطرا فيما المساحة الخاصة للأحداث النص الفعلية لم تتجاوز 12 سطرا . لذلك فوصف الحالة الشعورية للبطل استهلكت مجمل النص .
-
اذا يتضح بان مدخل النص مكون من وصف للمشهد واسترجاع لما جرى وليس تامل لحالة باطنية او شعورية ، والذي جرى يشكل الحدث المهم والذي أدى الى المشهد الذي وجد البطل نفسه فيه ، ومن الطبيعي ان تكون الاحداث في مكان محصور ومنعزل في أدنى حد لها وفي نفس الوقت يصبح لأدنى حركة او صوت قيمة فوق عادية مثل صوت أسنان بطل النص عند الاكل. كما ان وصف المشهد في مثل هذه الحالة يصبح له اهمية حيث يساهم الوصف في وضع المتلقي في جو النص
اقتباس " الحبكة تحتاج إلى حدث رئيسي وأحداث متشعبة مساندة تسير في نسق تصاعدي قصد تأزيم الموقف و من ثم يبدأ الإنفراج كحل للعقدة كما تحتاج بالإضافة إلى الشخصية الرئيسية شخصية ثانوية على الأقل فاعلة في النص أكثر من كونها فقط تنقل خبر الإفراج و تزف تنبيها للبطل" .
- الحبكة حدث له بداية ونهاية وعنصري الزمان والمكان أساسية في تشكله وكل هذه العناصر موجودة هنا حتى وان كان التعبير عنها جاء منمقا جميلا واستخدم القاص فيه لغة شعرية واسهب في وصف المشهد حتى ظن المتلقي ان الحبكة غائبة . طبعا يبدأ النص بأزمة كبيرة لبطل النص وما تلبث الامور ان تبدا بالانفراج وتحل العقدة تماماً بعد خروجه من السجن . واتصور ان شخصية السجان لها صفات الشخصية الثانوية النقيضة لشخصية البطل antagonist وهي تلعب دورا مها اكثر من نقل خبر الإفراج حيث يقوم بعملية تعذيب نفسي وجسدي لبطل النص ومن ذلك الدوس على قدمه وأخباره بانه ينتقل من سجن صغير الي سجن كبير .
اقتباس" كما أن الحبكة تحتاج دوما إلى شخصية نشيطة تبحث عن حل للعقدة وليس فقط شخصية تعيش الانتظارية" .
- اي نشاط يمكن ان نتوقعه من سجين، وهل له الا الانتظار ؟ وعليه قلة نشاط البطل يحسب لصالح النص لانه يعزز منطقية الحدث . ولا شك ان العقدة حلت هنا بخروج بطل النص من السجن.
.
اقتباس " فالنص يعتمد جمالية اللغة للتعبير عن قسوة السجن و أثره على لحظة السراح . فالبعد الجمالي للغة و طغيان الجانب الوجداني الانفعالي على الحدث نحا بالنص جهة الخاطرة . "
- نعم النص غني بلغته الشاعرية لكن تلك اللغة عبرت عن حدث وهو دخول بطل النص الي السجن وتعرضه للتعذيب ثم خروجه منه ليكون الخروج بداية جديدة لها لحن مختلف .
رد مع الإقتباس