الموضوع
:
سكتةٌ ..وإيقاع جديد
عرض مشاركة واحدة
10-12-2014, 01:23 AM
المشاركة
15
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
هل في النص حبكة ام هو اقرب الي الخاطرة ؟
منذ بداية النص نسمع صوت البطل يتحدث عن حاله والذي يبدو انه سجين لان المكان الوحيد ربما الذي تتشابه فيه الايام كما يقول بطل النص هو السجن . ونجده يصف وضع تلك الغرفة والجو المحيط به والذي يغلب عليه الصمت والبرودة . يتدثر بطل النص بخرقه الباليه تجنبا للبرد، ويداعب كسرة الخبز ليكسر الصمت المخيم على المكان ليشعر بانه حي ونجده يداعب كسرة الخبز تلك ويتلذذ بتلك الحركة في غياب اي حركة او نشاط اخر، ويطرب للصوت المنبعث عن عملية الكسر في جو الصمت القاتل ذلك، وعندما يتناول جزء من كسرة الخبز تلك يستمع لصوت حركة اسنانه وكانها معزوفة موسيقية في ظل ذلك الصمت القاتل.
ثم يخبرنا البطل بانه كان قد تعرض للتعذيب بعد ان شارك في عملية احتجاج كادت ان تتحول الي تمرد مطلق وهو يصف لنا قسوة ذلك التعذيب الذي انساه كل الأنغام الا نغمة الالم والحزن التي تعزف بين جدران السجن .
ويخبرنا البطل بان الزمن في سجنه لم يكن له معنى لان الايام كانت متشابهه الى حد بدت مدة السجن وكانها يوم واحد. ويعود البطل ليخبرنا المزيد عن ظروف سجنه الصعبة حيث كانت تسود العتمة ولا تزور الشمس المكان صباحا او مساء.
ثم يخبرنا البطل بانه خارج غرفته وقد انتقل الى الساحة المخصصة لتجمع السجناء وشارك مرغما في طقوس الانشاد التي يطلبها السجان على ما يبدو، ويشارك فيها الجميع بغض النظر عن جودة الصوت وغنائيته.
وهناك وجد رجل احد السجانين فوق قدمه ويخبرنا انه كان في تلك اللحظة يستعد للقاء يعرف هو تفاصيله دون ان يصرح بها لنا.
وفجأة يسمع البطل صوت مختلف هذه المرة، ونعرف انه صوت السجان ، فهو لم يكن مرعبا هذه المرة وعلى غير العادة، ثم نعرف ان سبب الاختلاف في نبرة صوت السجان هو ان السجين الذي نتعرف على اسمه لاول مره هنا قد حصل على الإفراج كما ابلغه السجان والذي ناداه باسمه " سعيد" .
وعلى اثر ذلك قام سعيد السجين بلملمة دفاتره وما بقي له من كتبه التي سلمت من قضم الفار الذي يبدو انها كان يسكن السجن الى جواره، وتحرك خارج السجن وقد سقطت من عينيه دموع الخوف من المستقبل.
ثم نجد السجين سعيد يخرج من حقيبته معطفه لاول مرة منذ ان دخل السجن وذلك استعداد للخروج ، فيقوم البطل بلف ما تبقى من جسده الذي نحل بفعل السجن وهم بالانطلاق الى خارج السجن وفي نيته ان يدير ظهره لكل تلك التجربة المريرة .
لكن السجان اطبق على ما تبقى من جسد سعيد والتقت عيناهما وكان التقائهما مختلف هذه المرة فهو اقل اثارة للخوف، ثم نجد السجان يحتضن السجين... وظن سعيد انه احتضان الوداع ، لكنه وجد السجان يهمس في أذنه كلمات لا بد انها احدثت زلزالا في سعيد حيث قال السجان "مبروك عليك سجنك الكبير" وهو يقصد طبعا حياته خارج السجن .
ثم يخلص سعيد نفسه من بين يدي ذلك السجان الذي ارتسمت على محياه ابتسامة خبيثة، ساخرة، ثم يدفع بسعيد خارج باب السجن، ليكون صوت إقفال الباب اخر صوت يسمعه سعيد في محيط ذلك السجن...و ليبدأ حياته خارج السجن من تلك اللحظة بإيقاع جديد . وهنا تكون النهاية المفتوحة.
لا شك اذا ان النص يشتمل على حبكة متكاملة وهي مكونة من سلسلة من الاحداث التي تساند بعضها بعضا ، وتصف حياة سجين على وشك الإفراج.
رد مع الإقتباس