الموضوع: كأس ( ق.ق.ج)
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-05-2014, 11:55 AM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
اهم ما يميز هذا النص الجميل هو :
اولا لغته الشعرية حيث يمكن تحويله الى قصيدة دون اي تصرف او عناء الا بالشكل الذي تظهر فيه الجمل والعبارات . حيث تظهر بهذا الشكل :
أدارَ مفتاحَ الباب ،
وبيدين أوقدتهما الشهوة ,
أخذ المعطف عن كتفين يسرجُ عند كل إغماضة لهما
ولشغف النظرة الأولى سابحات الخيال..
بيدٍ مرتجفة ٍ,
اقتادها من خصرٍ يميس ُعلى إيقاع الوجيب المتصاعد
وعلى كرسيَّين تخيَّر لهما المكان بعناية ،
جلس قبالتها
يرقب بتوقده ارتسام الشفاه على كأس تقصَّدت أن يطول مكوثه بينهما.
في المساء
حول طاولة الطعام
التفَّت العائلة من حوله ,
ومن طرف عين مراقبة ,
يلمح كأساً بيد ابنته تدسُّه بين شفتيها ,
تدفع بمائه لقمة معاندة ،
فيحضر مشهد فتاته قبالة عينيه
وتفاصيل لقائه الماجن....
انتفض عن كرسيه
وبصحن فارغ ــ إلا من بقايا طعامه ــ
يحذف ابنته محتجاً انكشاف خصلة معاندة من شعرها
غادرت خلسةً غطاء رأسها........!!
!


ثانيا ، لحظة الانقلاب والنهاية المدوية . فصاحب الكأس الذي يمارس المجون يغتاظ من خصلة شعر تبرز من راس فتاته.

ثالثا، التناقض في شخصية بطل القصة فهو يحلل لنفسه ما يحرم على افراد عائلته.

رابعا ، أيضاً من عناصر القوة في النص هو النمو في شخصية بطل القصة فقد نجح القاص في جعل شخصية بطل القصة نامية متطورة اي ديناميكية فنجده في بداية النص من اصحاب الكأس وينتهى النص بشعور عارم بالالم والثورة او الهياج وكانه استشف اثر مجونه قد انعكس على ابنته التي ظهر بانها عاجزه عن بلع الطعام فاحتاجت الى الشرب من الكأس هي ايضا مستعينة بالماء هذه المرة لتتمكن من البلع مما جعله يربط بين كاسه ومجونه وكاسها وعجزها عن البلع. أيضاً نجح القاص في رسم الانفصام في شخصية البطل فهو من ناحية يجيز لنفسه المجون لكنه يحرم على ابنته أدنى حد من السفور. وقد ابرز القاص التغير الحاد في شخصية البطل حيث جعله يرمي ابنته بالصحن احتجاجا على سفورها ولم يكتف مثلا بزجرها بالكلام .

خامسا، اتصور ان القاص أراد ان يقول بان اخطاء الآباء تظهر في الأبناء. وقد نجح في بناء حبكة متينة لإيصال فكرته هذه بلغة جميلة شعرية ، احدثت وقعا مدويا . .

سادسا ، في النص كلمات توحي بالحركة ( ادار ، أخذ ، يدين مرتجفة ) والحركة حياة وهو ما يجعل النص حيا مؤثرا .

سابعا ، صحيح ان القاص نجح في ابراز التحول في شخصية البطل لكنه أيضاً عالج البعد النفسي لمثل ذلك التصرف الماجن وانعكاسه على الشخصية .

*