عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
11

المشاهدات
3881
 
د محمد رأفت عثمان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


د محمد رأفت عثمان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,305

+التقييم
0.36

تاريخ التسجيل
Jun 2014

الاقامة
سوريا

رقم العضوية
13019
10-04-2014, 06:35 AM
المشاركة 1
10-04-2014, 06:35 AM
المشاركة 1
افتراضي منافسات و عقدة نقص
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد
أخي المسلم : ربما تشعر بعقدة نـقص لأنك لا تملك مالاً أو شهادة أو نفوذاً أو نَسَباً أو أولاداً أو سكناً أو أثاثاً أو سيارة أو شهرة أو زبائناً مثل فلان أو :
- أن ليس لديك زوجة جميلة و أنك لست وسيماً و أنك لا تلبس و تأكل و تتنزه و تشتري مثل فلان أو :
- أنك لست بذكاء و علم فلان و أنك لا تقدم أعمالاً فنية أو أدبية أو علمية و أن ليس لديك أتباع أو مريدين مثل فلان , و ربما قررت يا أخي و أنت تشعر بعقدة النقص هذه أن تحقق ذاتك و تتغلب على فلان فبدأت بمجاهدة نفسك هنا و هناك كي تثبت له و لنفسك أنك لست أقل شأناً منه و أن لك صولة لا تقل عنه , فهل عملك هذا مبرور و سعيك مشكور ؟
أخي المسلم : أولاً : عليك أن تعرف أن هذه المنافسة هي شيطانية و ليست ربانية و ذلك تصديقاً لقول الله عزوجل : أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) التكاثر
ثانياً : عليك أن تكون متأكداً أنك لست الوحيد الذي يعيش آلام عقـدة النقص بل هذا حال كل البشر إلا من رحم الله عزوجل و بالتالي فالكل في الهواء سواء و ما هذا النقص الذي تجده إلا لحكمة بالغة بالغة و ما كان أبداً عبثياً , فمن ينجح في الاختبار و الابتلاء سيجد ما يسره في دار القرار و العكس صحيح .
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (165) الأنعام
ثالثاً : ابحث عن عقـدة النقص التي في داخلك و تخلص منها مستعيناً بالله عزوجل و من ثم و أنت تتذكر أنك عبدً لرب السموات و الأرض , عبدً لرب الأرباب , الذي يبتليك اختباراً و محبة و كفارة لذنوبك حتى يدخلك جنانه و تكون جاره , يبتليك محبة و ليس كرهاً و لا بغضاً إلا أن تبارزه بالمعاصي و الآثام .
ارفع رأسك يا أخي عالياً فأنت عبدً لجبار السموات و الأرض , هو سندك , هو جاهك , هو الذي يغضب لغضبك و يفرح لفرحك و يحب لك أكثر مما تحب لنفسك و يريد أن يعطيك حتى ترضى و يعطيك بعد الرضا و لكن بشرط أن تكون له عبداً كما يحب و يرضى .
أخي المسلم : إياك أن تشك في وعد و عطاء الله عزوجل للصابرين المحتسبين المؤمنين يوم القيامة , و ما أقربه من يوم , و إياك أن تشك في حكمة و تدبير ملك الملوك الحكيم العليم فإن حكمته تتقاصر عنها عقولنا الضئيلة الهزيلة .
كن متيقناً أن هذه الآلام التي تعيشها لها ثمن و أجر , فإن اشتد الألم و صبرت عليه لوجه الله تعالى زاد أجرك و إن نـقص ألمك نـقص أجرك و ما أحوجنا يوم الحساب لأطنان من الأجر و الحسنات يكن لنا عوناً بعد الله عزوجل في الوصول لبر السلامة و تذكر قول الله عزوجل : إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) الزمر
رابعاً : عليك بتوجيه قدراتك فيما يريده الله عزوجل و الاشتغال بالمنافسة التي ترضيه جل جلاله حيث قال :
- سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21) الحديد
- بسبب الصعوبات التقنية فإننا نعتذر عن كتابة الآيات القرآنية في هذا المتصفح بالرسم العثماني المعتمد و استبدلنا ذلك بكتابتها بالرسم الحديث برواية حفص عن عاصم من موقع الأستاذ عبد الدائم الكحيل .
الكاتب : د.محمد رأفت أحمد عثمان/دمشق – آخر تعديل 4 تشرين1 2014


لاإِلَـهَ إِلا اللّـه - مُحَمّد رَسولُ اللّه