الموضوع
:
المبعثر
عرض مشاركة واحدة
10-01-2014, 07:55 PM
المشاركة
6
ياسر علي
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 3
تاريخ الإنضمام :
Dec 2012
رقم العضوية :
11770
المشاركات:
1,595
القصة ساخرة ، ارتكزت على الخيال و اللاواقعية ، لتقدم حالة من الضياع ، فإذا كانت الأعضاء مجتمعة هي ما يعطي لأحكامنا نوعا من المنطقية السليمة ، فالملاحظ أن البطل تناثرت أعضاؤه ، وتبعثرت كرمز للتشظي الذي أصاب الإنسان المعاصر ، فالإنسان المعاصر لا يستطيع التمظهر في صورة واحدة ، و نمط واحد ، فتجده يتلون و يتشكل وفق الظروف التي يعيشها وتبعا لما يقتضيه الوسط الذي يعيشه ، فحربائيته أضاعت نسخته الأصلية .
هذا التشتت الذي أصاب الإنسان جعله عرضة للاستقطاب و عرضة للاستلاب ، فاستدراجه يكون سهلا ، فهو يعيش على أمل الخلاص ، فكلما واتته فرصة ينساق وراءها دون حس نقدي ، فشهوته تقوده ، والشعور بالنقص يتسيده .
البطل يتحدث عن فترة الاستيقاظ أو صحوة الضمير ، لكن حقيقته صدمته ، فكل عضو فيه غادر موقعه باحثا عن لذة ما ، عن شيء ما ، فربما قلبه في مكان و عقله في آخر ليجد نفسه غير قابلة للالتئام .
الكاتب ليخفف من شدة وقع النص جاء بالمكان كغرفة للنوم و الراحة ، لكي يوهمنا أننا بصدد كابوس لا غير ، لكن في الوقت ذاته إشارة قاسية أن الإنسان المعاصر لم يعد يحسن الأحلام ، و أن نفسيته المهزوزة المبعثرة ، جعلته فريسة النكد و الضياع .
يتبع
رد مع الإقتباس