عرض مشاركة واحدة
قديم 09-07-2010, 02:30 PM
المشاركة 330
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
جميل بن مصطفى بن محمد حافظ بن عبد الله باشا العظم

أديب دمشقي من أعضاء المجمع العلمي العربي في دمشق له أشغال بالصحافة والتاريخ، ولد في الأستانة توفي أبوه وهو ابن خمس سنوات فعادت الأسرة إلى دمشق، فنشأ في بيئة صالحة.‏

تلقى العلم فيالمدارس الحكومية، ولازم حلقات العلماء في عصره، وكان ذكياً نجيباً محباً للعلموالمطالعة ذا خط حسن، يجيد الكتابة بالثلث والنسخ والتعليق والرقعة، أخذ قواعده منأشهر الخطاطين في عصره.‏

ومن أساتذته وشيوخه الأستاذ الشيخ محمد المرعشي،وقد قرأ عليه العلوم العربية، ثم قرأها على الأستاذ الشيخ رشيد المعروف بابنقزّيها، وبابن سنان، جوّد القراءة على الأستاذ الشيخ أحمد الألشي، والأستاذ الشيخعبد القادر المالكي في مدرسة الملك العادل نور الدين، ثم حفظ قسماً من كتاب اللهالعزيز تلقيناً من الأستاذ الشيخ حسين الرحيباني البصير، وتفقه بالعلامتين الشيخأنيس الكالوي، والشيخ عطا الله الكسم مفتي دمشق ـ آنذاك ـ كما قرأ قسماً من الطريقةالمحمدية في الجامع الأموي على الأستاذ الشيخ عبد الرزاق الأسطواني، وحضر درساً فيالمنطق على علامة الديار الشامية الشيخ بكري العطار.‏

وقد أهلته مكانتهالعلمية لتولي رئاسة كِتّاب مديرية المعارف في دمشق، ثم فصل منها... فذهب إلىالأستانة حوالي عام 1900م، فعين عضواً في مجلس المعارف، ثم ذهب إلى لبنان وعُيَّنمحاسباً للمعارف في ولاية بيروت سنة 1908م، وبقي في منصبه نحو عشر سنوات، ثم صارمديراً للداخلية في المكتب السلطاني في بيروت.‏

وعندما اندلعت الحربالعالمية الأولى سافر إلى مصر، وعمل مع الزعيم السياسي، رفيق بك العظم، وابن عمه،حقي بك العظم، في طلب الاستقلال الإداري للبلاد العربية. وبعد انتهاء الحرب عاد إلىبيروت. واقترن بابنة عمه، بدرية بنت علي حافظ بك العظم، ومن سيدة تركية كانت معلمةفي بيروت، ثم اقترن بسيدة بيروتية.‏

وفي عام 1920م انتخب عضواً في المجمعالعلمي العربي في دمشق وظل عضواً عاملاً حتى وفاته. كان المترجم واسع الاطلاع علىالأدب العربي، عارفاً بالتركية والفارسية والعربية متمكناً منهما؛ وله كثيراً مماجمعه وألفه: مقالات وقصائد نشر بعضها في المجلات والصحف، كما أصدر مجلة شهرية سماها «البصائر» عام 1912م، نشر منها ثمانية أعداد، ثم أوقفها ليعود ويصدر منها ثلاثةأعداد أخرى، لكنها توقفت نهائياً.‏

وقد صدرت له تسعة مصنفات، ومثلها مازالتمخطوطة.‏ ومن مصنفاته المطبوعة: «تفريج الشدة في تشطير البُردة» للبوصيري،طبع في الأستانة سنة 1895م، وترجمة عثمان باشا الغازي، طبع في الأستانة سنة 1897م. و«عقود الجوهر في تراجم من لهم خمسون مصنفاً، فمئة فأكثر» طبع منها الجزء الأول فيبيروت سنة 1908م، وقد ترجم فيه لأربعين عالماً من المسلمين واليونان، وسرد مصنفاتكل منهم مرتبة على حروف المعجم، وبحث في نشأتهم، ومنابع ثقافتهم ومبادئ أعمالهموآثار إصلاحهم، وجاء المصنف في (344) صفحة.‏

وممن ترجم لهم الإمامالغزّالي، الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي، الشيخ عبد الغني النابلسي، أرسطاليس،جالينوس، ثابت بن قره، أبو بكر الرازي، أبو نصر الفارابي، ابن سيناء، ابن تيمية،تقي الدين السبكي، الحافظ بن حجر العسقلاني، الحافظ السيوطي وغيرهم... وبقي الجزءالثاني مخطوطاً، وهو أوسع من الأول وأكبر حجماً.‏

ومن مصنفاته المطبوعةأيضاً: «تحفة عيد الجلوس الفضي» وقد طبع في بيروت عام 1901م، وقد أهداه إلى الملكالغازي عبد الحميد خان الثاني، وقد جاء المصنف بـ99 صفحة تتصدرها مقدمة المترجم،وتليها تسعة فصول وخاتمة.‏

وقد ضمّن المترجم الفصل التاسع قصائد منتخبة مدحبها الملك الغازي عبد الحميد خان الثاني، وكانت القصيدة الأولى لصاحب المصنف «جميلالعظم» قال فيها:‏

سفرت عن محجّب بالصدود‏
وتبدت بطالع مسعود‏
حين ما طوق الدجى عنق الأ‏
فق مفصل منضود‏

والقصيدة طويلةتربو على الستين بيتاً؛ ثم اختار قصائد لشعراء عصره، وهم: أحمد شوقي بك ـ الأميرشكيب أرسلان ـ أحمد محرم ـ جميل صديقي الزهاري.‏

ومن مصنفاته المطبوعةأيضاً: «تحبير الموشين في التعبير بالسين والشين»، وهي رسالة لغوية للإمام أبييعقوب محمد الفيروزآبادي صاحب القاموس، نشر منها في مجلة البصائر ثم طبعها كلها: و«خلق الإنسان» لأبي الحسن سعيد بن وهبة الله الطبيب، المتوفى سنة (495 هـ /1101م) نشر منها قسماً في مجلة البصائر ثم طبعها كاملة. و«الماضي والحال» وهي رسالة نشرهاإثر إعلان الدستور سنة 1908م، وبقي منها قسم مخطوط، و«عرب رحلة» نشر قسماً منها فيجريدة الإقبال البيروتية، ثم طبعها رفيق بك العظم، وحقي بك العظم في مصر سنة 1908مفي 335 صفحة بمخططات (خارطات). و«الصبابات فيما وجدته على ظهور الكتب من الكتابات»،وهو بالأصل من نوادر المخطوطات ويقع في (77) صفحة، مكتوبة بخط الرقعة، والعناوينبالفارسي باللون الأحمر بقلم مؤلفه الجميل، وكان من مخطوطات المكتبة الظاهرية برقم (4410)، ثم صار من مقتنيات مكتبة الأسد الوطنية في دمشق؛ وقد حققه ونشره الأديبرمزي سعد الدين دمشقية، الطبعة الأولى 1420هـ/2000م بيروت، دار البشائر الإسلامية،وكان للمترجم ديوان مخطوط عبثت به الأيدي فضاعت آثاره الأدبية وانطمس ذكره ولم يبقمنها إلا ما كان منشوراً في الصحف والمجلات. ومن مخطوطاته أيضاً: «ديوان العرب» جمع فيه معظم ما وقف عليه من شعر العرب، ورتبه على الحروف ولميكمل. و«قاموس تراجم» وهو مختصر تراجم العلماء والأدباء وإسناد ذلك إلىأربابه، وهو أشبه بفهرس لكتب التراجم ولم يكمله. و«التذكرة» وهي مجموعة مخطوطةبقلمه فيها كل ما استحسنه من العلوم والفنون مرتبة على الأبواب، كل علم منها فيباب، ولم يكمله. و«إتحاف الحبيب بأوصاف الحبيب» وهي رسالة في الطيب وأنواعه وأوصافهوأماكنه، وما قيل ـ فيه من شعر ونثر، نشر نحو ثلثه في صحيفة الإقبال البيروتية. و«ديوان الخليل بن أحمد الفراهيدي» جمعه وأتمه. و«الأسفارعن العلوم والأسفار» هو ذيل لكشف الظنون في مجلدين كبيرين، بدأ بنشره في مجلته (البصائر)، ثم توقف بتوقف المجلة، وغيرها من المخطوطات.‏

وممن كانت تربطهبهم صلة مودة وثيقة مفتي بيروت الأكبر الشيخ مصطفى نجا المتوفى سنة (1350هـ/1932م) فقد رثاه جميل العظم بقصيدة مؤثرة، ارتجلها يوم وفاته؛ بل ساهم في كتابة ترجمةوافية للشيخ في الكتاب الذي نشرته عائلة (نجا) في ذكرى مرور عام على وفاته، ومماقاله في مطلع قصيدته:‏

بكيت دماً من بعد ما نفد الدمع‏
وصم لنعي قدسمعت به السمع‏
بكيت ولم أبك أمراً قبله ولن‏
يرى لي بعد اليوم فيفاجع دمع‏

ومنها:‏
سأبكيه لا أبقي من الدمع قطرة‏
وإن دمعيحسبي إذا نفد الدمع‏
وحسبي ودٌ واصلٌ بين روحه‏
وروحي فذاك الوصلليس له قطع‏

ومن آثاره:‏

نرى المترجم نحا في صناعتي النثر والنظمنحو القدماء أحياناً في السجع والمعاني القديمة. ومن منظوماته قصيدة في الحربالكبرى، نشرتها مجلة الرأي العام في بيروت وتناقلتها الصحف. وكتب بحرف جيد وهندسةرائعة أنواع الخطوط النسخية والديوانية والثلث والفرمانيه وغيرها.‏

وبعدطول عناء ومكابدة لخطوب الأسى والفاقة؛ توفي رحمه الله إثر عملية جراحية، ودفن فيمقبرة باب الصغير في دمشق في شهر تشرين الأول (أكتوبر).‏

المراجعوالمصادر:‏

1 ـ أعلام الأدب والفن، أدهم آل جندي، الجزء الثاني، مطبعةالاتحاد ـ دمشق عام 1958م.‏
2 ـ الأعلام، قاموس تراجم، خير الدين الزركلي،الجزء الثاني، دار العلم للملايين ـ بيروت 1413هـ/1992م ص(138).‏
3 ـ تحفةعيد الجلوس الفضي، جميل بك مصطفى العظم، طبع في بيروت سنة 1319هـ/1901م.‏
4 ـ الصبابات فيما وجدته على ظهور الكتب من الكتابات، اعتنى به ونشره رمزي سعد الديندمشقية، دار البشائر الإسلامية، بيروت، الطبعة الأولى 1420هـ/2000م.‏
5 ـعقود الجوهر في تراجم من له خمسون تصنيفاً فمئة فأكثر، جميل بك مصطفى العظم، طبع فيالمطبعة الأهلية في بيروت سنة 1326هـ/1908م، والمصنفان من فهارس المكتبة الظاهريةفي دمشق.‏
6 ـ معجم المؤلفين ـ عمر رضا كحالة ـ الجزء الأول، مؤسسة الرسالةـ بيروت الطبعة الأولى 1414هـ/1993م.‏
7 ـ مجلة مجمع اللغة العربية فيدمشق، المجلد /14/ ج1 و2 صفحة 57 ـ 61 شوال ـ ذي القعدة 1354هـ، كانون الثاني شباط 1936م