عرض مشاركة واحدة
قديم 09-07-2010, 02:27 PM
المشاركة 329
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
ابن الشاطر

هو العلامة الفلكي المسلم أبو الحسنعلاء الدين علي بن إبراهيم بن محمد بن الهمام الأنصاري المعروف بابن الشاطر وكذلكبالمطعم لاشتغاله بتطعيم العاج ولد في دمشق عام 704 هـ (1304 م ) وتوفي بها في عام 777 هـ (1375 م ) مات والده وعمره ست سنوات فتولى تربيته جده والذي أسلمه لزوج خالته وابن عم أبيه وعلمه فن تطعيم العاج والتي حصل منها علىثروة كبيرة وامتلك دار فاخرة وأثثها بأحسن الأثاث، عمل في وظيفة التوقيت ورئاسة المؤذنين في الجامع الأموي بدمشق ، تميّز بالإبداع والابتكار والتجديد المتواصل ولعل هذا جاء بسبب اهتمامه وانهماكه في تخصصه في علمي الفلك والرياضيات, وقد عمل في بداية حياته في الهندسة
أبدع ابن الشاطر في علم الفلك علىمستويين هما :-
الأول : تطوير وإبداع الآلات الفلكية .
الثاني : ابتكار النظريات الفلكيةالجديدة والاهتمام بنظرية حركة الكواكب .
أولاً : تطوير وإبداع الآلات الفلكيةفقد طور كثر من الآلات الفلكية منها الإسطرلاب العجيب الجديد قال عنه الصفدي : ( دخلت إلى منزله في شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة لرؤية الإسطرلاب الذي أبدعوضعه ، فوجدته قد وضعه في قائم حائط في منزله داخل باب الفراديس في درب الطيار ،ورأيت هذا الإسطرلاب فانشأ لي طرباً ووجد لي في المعارف أربا وقلت : إن من تقدمهمن الأفاضل عند جبل علمه الراسخ هباء ، ولو رآه أقليدس لما كان عنده إلا نقطة منخطه أو أرشميدس لرأي شكله قطاعاً في تحريره وضبطه ، فسبحان من يفيض على بعض النفوسما يشاء من المواهب ، ويجدد في كل عصر من يحي رسوم الفضل الذي عدم في اللياليالذواهب ، وصورة الإسطرلاب المذكور قنطرة مقدار نصف أو ثلث ذراع تقريباً يدورأبداً على الدوام في اليوم والليلة من غير رحى ولا ماء على حركات الفلك لكنه قدرتبها على أوضاع مخصوصة تعلم منه الساعات المستوية والساعات الزمنية ) .
وقد ابتكر كثر من الآلات الفلكيةالمهمة ووصفها أتم وصف مما يدل على سعة علمه ودقة عمله .
ومن هذه الآلات آلة لتوقيت الصلاةوضعها في المسجد الأموي اسمها البسيط وكذلك آلة الربع التام لمواقيت الإسلام وصندوقالمواقيت، وترك كثير من الرسائل والكتب المتخصصة في الأجهزة مثل الإسطرلاب والمزاولالشمسية والتي بقيت تتداول مدة طويلة في العالم الإسلامي ، فقد كان مرجعاً فيالمواقيت
ثانياً : نظرية حركة الكواكب - حيث لميخرج عالمنا الكبير بن الشاطر حسب علمنا من مبدأ الحركة الدائرية التقليدية وإن كنتأنا أظن أنه خرج عنها في الثورة عليها والشكوك التي طرحها عليها وأنه قد مهد الطريقلكوبرنيكوس إن لم يكن هو البادي في النظرية الحديثة فكتابه الذي وضع فيه جل أرصادهوهو كتاب تعليق الأرصاد مفقود وهو الذي وضع فيه نظريته الخاصة عن الكواكب والمجموعةالشمسية : ونورد بعض ما ذكره في ذلك الكتاب من كتاب آخر له وهو كتاب نهاية السول فيتصحيح الأصول يقول : غرضنا أن نورد في هذهالمقالة هيئة أفلاك الكواكب على الوجه الذي ابتكرناه وهو السالم من الشكوك ،الموافق للأرصاد الصحيحة - فماذا ابتكر ؟؟السالم من الشكوك ! فنظرية بطليموس مشكوك فيها. ويقولوقد تقدم بطليموس وغيره من المتأخرين بوضع أصول إلا أنها لا تفي بالمطلوبلأنها مخالفة لما تقرر في الأصول الهندسية والطبيعية ، وقد أورد جماعة من محققي هذاالعلم على تلك الأصول شكوكاً يقينية وأوردنا نحن كذلك شكوكا دققنا عليها بالرصدوغيره . فهل يا ترى الأصول التي وضع لا تتطرقلها الشكوك ! فالتي لا تتطرق هي النظرية القائلة بمركزية الشمس وليس الأرض فهل قالذلك؟! ويقولولم يمكن من كان قبلنا وضع أصولاًتفي بالمقصود من غير المخالفة للأرصاد الصحيحة كما ذكروا في كتبهم وقد تتبعنا تلكالشكوك الواردة على تلك الأصول وشرحنا ذلك في كتابنا الذي أسميناه تعليق الأرصادونورد هذه الشكوك في أول مقالة من غير براهين عليها ولا شرح لها حتى يعلم عذرنافيما قلناه وعظم فائدة ما ابتكرناه - فهو يذكرالأعذار ويبين عظم ابتكاره كأنه قال شيء عظيم خالف به الجميع وإلا فما سببالاعتذار فهل تشرق شمس يوم ما عن حقيقة هذا الابتكار وإنني لأكاد اجزم بأنها نظريةمركزية الشمس وليس الأرض ولكن كوبرنيكوس سرقها ونسبها لنفسه وسوف نورد بعض الشيء فيهذا الصدد -علماً بأنه سبق وأن ابتكر احد العلماء المسلمين اسطرلاباً يجعل الشمس فيالمركز والأرض تدور حولها وكذلك حساباته ونتائجه متوافقة اتفاقاً تاماً مع فكرة أنالأرض والكواكب تدور حول الشمس وقد ذكر ذلك الدكتور كنيدي في كتاب ابن الشاطر فلكيعربي ..
طلب منه الخليفة العثماني مراد الأولالذي حكم الشام في الفترة من 761هـ إلى 791هـ أن يصنف له زيجاً يحتوي على نظرياتفلكية ومعلومات جديدة فألف له الزيج الجديد والذي ذكر في مقدمته العلماء المسلمينالذين ابدوا شكوكاً حول نظرية بطليموس ولكنهم لم يقدموا تعديلاً لها . وقد ذكرالأستاذ صلاح الدين الخالدي في بحثه المقدم إلى الندوة العلمية الأولى في جامعة حلبأن الفلكي الكبير كوبرنيكوس استفاد منه ( الفيصل ع 267 ص95)
ألف ابن الشاطر كثير من المؤلفات بلغالمعروف منها اثنان وثلاثون مؤلفاً أهمها كتابه تعليق الأرصاد والذي للأسف مفقودوالذي يحتوي على نظريته حول حركة الكواكب .
قاس ابن الشاطر زاوية انحراف دائرةالبروج بمقدار 23 درجة و31 دقيقة علما بأن القيمة الحقيقة المقاسة حديثاً هي 23درجة و31 دقيقة و19,8 ثانية أي بفرق مقداره 19,8 ثانية فهل يوجد دقة أكثر من هذه فيزمن لا توجد فيه إلا العين مجردة .
أعمال ابن الشاطر المسلوبة : هذهعبارة كبيرة جداً ولكن الواقع يدل عليها.
فالنظرية الكبرى والتي اوقعت ثورة فيتاريخ الفلك لم نتأكد من نسبتها لابن الشاطر لفقد الكتاب الذي فيه نظريته ، ولكنحساباته ونتائجه متوافقة اتفاقاً تاماً مع فكرة أن الأرض والكواكب تدور حول الشمسوحسابات كوبرنيكوس ونتائجه هي نفس حسابات ابن الشاطر ونتائجه التي سبق بهاكوبرنيكوس بقرنين من الزمن ،وقد ذكر الأستاذ الدكتور عبد الله الدفاع في كتابهروائع الحضارة العربية والإسلامية إن المستشرق الإنجليزي ديفيد كنج نشر في مقالة لهفي ( قاموس الشخصيات العلمية )أنه ثبت له في سنة 1390 هـ أن كثيراً من النظرياتالفلكية المنسوبة لكوبرنيكوس قد أخذها هذا الأخير من العالم المسلم ابن الشاطر . وفي سنة 1393هـ عثر على مخطوطات عربية في بولندا مسقط رأس كوبرنيكوس، اتضح منها : أنه كان ينقل من تلك المخطوطات العربية وينسبها لنفسه . كما أنه لم يتورع عن نسبةنماذج ابن الشاطر الموجودة في الزيج لنفسه ولم يتضح هذا الأمر إلا في القرن العشرين . وقد ذكر الأستاذ صلاح الدين الخالدي في بحثه المقدم إلى الندوة العلمية الأولىفي جامعة حلب أن الفلكي الكبير كوبرنيكوس استفاد منه ويقول : وقد اعترف بذلك مواطنكوبرنيكوس الرئيس البولوني هنريك بابلونسكي ، حيث قدم الرئيس البولوني تمثالاًنصفياً لكوبرنيك , وهو يقول بأن هناك عالماً دمشقياً وهو ( ابن الشاطر) وآخر هوالبتاني كان لهما دور كبير في أراء كوبرنيكوس الفلكية ) .