على طريق الأِبداع !!
===========
حسام الدين بهي الدين ريشو
================

في البدء كانت الكلمة .
والكلمة فضاء فسيح ؛ تذوقا كانت أو ابداعا !
وفي كلتا الحالتين تحتوينا ؛ تعتصرنا ؛ حتي نصبح كائنات هائمة في نورانيتها حيث لا يطيب لنا التفاهم بعد ذلك الا مع كائنات من الفضاء نفسه ... تلك الكائنات المرهفة في عالم الكلمة .

ولأن الابداع كما يقولون ( ترجمة لمعاناة المبدع وتعبير عما يتفاعل في ذاته ) أو كما قال ابن منظور في لسان العرب أنه ( الانشاء علي غير حذاء أو مثال ) لذلك يكون الابداع ملكا للمبدع وحده ؛ ولا يقبل السرقة أو الاغتصاب .. ولكننا قد نستفيد من تجارب الآخرين ؛ ونصائحهم ان كانوا مخلصين فيها واذا كانوا جادين في نقل حصاد خبراتهم الي السالكين طريقهم في فضاء الكلمة الفسيح .

من هؤلاء الشاعر الألماني الكبير " ريلكه " حيث قرأت له نصائح عدة لشاعر في البداية ... حقيقة لم أقرأ مثلها نقاء واخلاصا رأيت أن انقلها الي الاحبة في منابر ثقافية !
فماذا يقول الشاعر الالماني الكبير ؟

** اياك والوهم الذي قد يأتي اليك في هيئة كلمة أو عبارة مشجعة بمعني الا تقف عندها حتي لا تتأخر أو يسبقك الآخرون .

** ان نظرة الناشئ متجهة الي الخارج .. وعليه أن يتجنب ذلك فلا أحد يستطيع ان يمنحك العون أو الصفح ... لا يوجد سوي طريق واحد التمسه بنفسك ... ابحث عن الحاجة التي تجعلك تكتب !!
والذات هي النبع الحقيقي والمرشد الوحيد الذي لديه القدرة أن يكون دليلك .

** الوحدة هي عصاك السحرية ؛ بمعني أن تأوي الي نفسك كثيرا ولا تعامل أحدا ؛ اي أن تكون الوحدة وسيلتك لخلق زاوية شديدة الخصوصية للكشف والمعرفة .

** الأسئلة ضرورة للمبدع ؛ والعبرة ليست في طرح الأسئلة علي الذات ولكن في المعايشة ؛ الاحساس ؛ لتأت الاجابة من منطلق المحبة والارتباط بالطبيعة أو التعلق بها وبما هو بسيط أو ثانوي فيها مما لا يعيره أحد انتباها .

** القراءة هي الدعامة الرئيسة والسند الكبير لكل مبدع .. وهنا عليك بقراءة الابداع وقلل من قراءة كتب النقد ؛ وفهم الاعمال الصعبة يأتي بالمحبة .. فاترك بذرة الاحساس تنمو وتنضج في الظلمة .. في اللاوعي انتظارا لساعة ولادة .

** اكتب ماتراه بما تراه وتجنب تلك الموضوعات السائدة لأنها الأكثر صعوبة ... اكتب أحزانك .. رغباتك .. افصح عن الافكار التي ترد علي خاطرك وبصراحة حميمة
واياك ان تتهم يومك بانه فقير واذا حدث ذلك فاتهم نفسك ولا تتهمه ؛ لأنه لاشيئ فقير أمام المبدع ولو كان في سجن لاقدر الله .

** كن صبورا ؛ وليكن نموك وفق قانونك ؛ ذلك أن الفن والابداع يحتاج الي :
رقة أكثر مما تحتاج فراشة
والي قوة أكثر من قوة ثور
والي سياسة أكثر من سياسة نمرة
والي صبر أكثر من صبر نحلة

ذلك ماقدمه " ريلكة وقرأته عنه مترجما ولعل خلاصته أن يتحلي الانسان بالصدق فيما يكتب وعليه بالصبر وعدم التعجل حتي يصل الي مايصبو اليه

[tabletext="width:80%;background-colorurple;border:10px groove green;"]

خاتمة :
يبقى أن النص له طرفان
الكاتب ... والقارئ
وما لم تكن العلاقة بينهما تفاعلية ؛ فأن النص يموت
ينطوي بين الصفحات
ومن هنا فأننا نهيب بكل المبدعين في بوح المشاعر
أن يقولوا كلمة
بعد قراءة أي نص
اضافة أو تشجيعا .. أو حتى انارة للكاتب بملاحظة ما
بهذا وحده
تحيا الكلمات ... ويستمد الكاتب طاقة جديدة تمكنه من الأثراء فيما يستجد من أعماله
والله الموفق

[/tabletext]