الموضوع
:
الإعراب المفصل ل(بسم الله الرحمن الرحيم ) لابن خالويه
عرض مشاركة واحدة
احصائيات
الردود
14
المشاهدات
13298
عبدالأمير البكاء
من آل منابر ثقافية
المشاركات
342
+
التقييم
0.06
تاريخ التسجيل
Mar 2010
الاقامة
العراق / النجف الأشرف
رقم العضوية
8844
09-07-2010, 01:43 AM
المشاركة
1
09-07-2010, 01:43 AM
المشاركة
1
Tweet
الإعراب المفصل ل(بسم الله الرحمن الرحيم ) لابن خالويه
بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإعراب :
* (بسم ِ ) إسم مجرور بباء الصفة وهي زائدة ، فإن قيل : ما موضع الباء من بسم الله
؟ ففي ذلك ثلاثة أجوبة : قال الكسائي : لا موضعَ للباء ، لأنها زائدة . وقال الفراء :
موضعُ الباء نصبٌ على تقدير أقول (بسم الله أو قل بسم الله ) . وقال البصريون :
موضع الباء رفعٌ بالإبتداء أو بخبر الإبتداء ، فكأن التقدير : ( أولُ كلامي بسم الله أو
بسم الله أولُ كلامي ) قال الشاعر : تسألني عن بعلِها أيُّ فتىً....خَبٌ جبانٌ فإذا جاع
بكى . أي هو خَبٌ جبانٌ ، وأي فتى هو، وقال تعالى ( بـِِشَـر ٍ من ذلكمُ النار ) أي هي
النار .. وعلامة الجرفي (بسم ) كسرة ُالميم ، ولم تـُنَوِّنْـه لأنه مضاف ، فإن قيل لك : لِمَ
لم تـُنوِّن المضاف ؟ فقل: لأن الإضافة َ زائدة والتنوينَ زائدٌ، ولا يُجمع بين زائديْن ، فإن
قيل لك : لِمَ اُسقطتِ الألفُ من بسم والأصل باسم ؟ فقل : لأنها كثـُرت على ألسنة العرب
عند الأكل والشرب والقيام والقعود ، فحـُذفت الألف اختصارا من الخط لأنها ألفُ وصل
ساقطة في اللفظ ، فإن ذكرتَ اسما من أسماء الله عزوجل وقد أضفت إليه الإسم لم
تحذفِ الألفَ لقلةِ الإستعمال ، نحو قولك : باسم الرب وباسم العزيز ، فإن أتيت بحرف
سوى الباء أثبتَّ أيضا الألف نحو لاسم الله حلاوة في القلوب ، وليس اسم كاسم الله ،
واقرأ باسم ربك ، فإذا سألك سائلٌ فقال :لِمَ اُدخِلت الباء في بسم وهي لاتكون الا صِلة
لشيئ قبلها ؟ فالجواب في ذلك : أن الله تبارك وتعالى أدب نبيه صلى اللهُ عليه وآله
وسلم أن يُقدم اسمه عند كل أخذٍ في عمل ومُفتتح ِ كل كلام تبركا باسمه جل وعز ، فكان
التقدير قل يا محمدُ بسم اللهِ ، فإن قال قائلٌ : الأسماءُ لا تـتصرف وإنما التصرف للأفعال ،
كقولنا : ضربَ يضربُ ضربا ، فلِمَ قالت العربُ بسْمَلَ يُبسمِلُ بسْمَلة ً( ملاحظة: بَسْمَلَ
فعل مُوَلدٌ إسلامي لم تعرف العربُ مثله من قبل ) فالجواب في ذلك : أن هذه الأسماءَ
مشتقة ٌ من الأفعال ، فصارت الباءُ كبعض حروفِه إذ كانت لا تفارقه ، وقد كثـُرت
صُحبتـُها ، قال الشاعر: لقد بسملتْ ليلى غداة َ لقـِيتـُها...فيا حبذا ذاك الحبيب ُ المُبسملُ
. ومن ذلك قولهم : قد هَيـْلـَلَ الرجلُ إذا قال لا إلهَ إلا الله ، وقد حَوْقلَ إذا قال لا حول ولا
قوة إلا بالله ، وحمدل إذا قال الحمد لله.
* ( اللهِ ) لفظ الجلالة جُر بإضافة الإسم إليه ، والأصل بسم الإله ، قال عبد الله بن
رواحة : باسم الإله وبه بَديْنا ... ولو عبدنا غيرَه شقـِينا
وحبذا ربا ً وحبَّ دينا
فحُـذفتِ الهمزة اختصارا واُدغِمتِ اللام باللام ، فالتشديد من جَللِ ذلك ، ولم تـُنَوِّنْ ذلك
لدخول الألِف واللام . وسمعتُ أبا عليٍّ النحوي يقول : إسمُ اللهِ تعالى مشتقٌ من تألـُّهِ
الخلق اليه أي فقرهم وحاجتهم إليه ، ، وهذا وهمٌ من أبي علي إنما التألـُّهِ منقول من
اسم الله تعالى ، ومعنى ولاه : أن الخلق يولهون في حوائجهم أي يضرعون اليه فيما
يصيبهم ويفزعون إليه في كل ما ينوبهم ، وقال آخرون في قوله تعالى ( وإلهُكم إلهٌ
واحدٌ لاإله إلا هو الرحمنُ الرحيم ) إن الألوهية اعتبادُ الخلق ، أي الذي يستحقُّ أن يُعبدَ
معبود واحدٌ ، لأن الذين تعبدون خلقٌ كثير مثلكم من خَلـْق الهكم الواحد الذي لا مثل له
ولا شبيه له ، كما تقولُ : فلانٌ واحدٌ في الناس ، وقال آخرون : معنى الوحدانية انفراده
عن الأشياء كلها غير داخل في الأشياء جل وعلا .
* ( الرحمنِ الرحيمِ ) : صفتان لله تعالى مجرورتان ، وقد قدّم سبحانه الرحمنَ على
الرحيم لأن الرحمن اسمٌ خاصٌ لله تعالى ، أما الرحيم فاسم مشترك بين الخالق والمخلوق
، فتقول رجل رحيم ولا تقول رجل رحمن ، فقدم سبحانه الخاص على العام في هذه الآية
الكريمة المباركة.
أرجو الإخوة والأخوات الأعزاء إضافة ما يرونه مهما في إعراب البسملة لإتمام الفائدة فيما تصدينا اليه ، أو تصحيح معلومة وردت في هذا الإعراب .. تحياتي المخلصة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رد مع الإقتباس