عرض مشاركة واحدة
قديم 08-14-2014, 11:19 PM
المشاركة 12
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لماذا الثعلب في هذا النص ؟

قد يكون جبران خليل جبران ابتعد عن الذئبية قليلا ، التي تعني القسوة المفرطة والشراسة الباهرة ، واكتفى بالثعلب لأنه ضئيل في حجمه و تقل شراسته عن الذئب ، وله بعض من الصفات التي تشير أحيانا إلى نباهته و أيضا إلى قدرته على التراجع و الإيمان بالضعف .
في الصباح تكون الظلال في الغالب أكبر هيئة لدواعي علمية و في الزوال تصغر وترجع إلى مكانتها الحقيقية لأن الشمس تتوسط السماء ، لذلك عندما رأى الثعلب ظله ممتدا في الصباح خيل إليه أنه يستطيع اصطياد جمل وافتراسه ، وفي الزوال باغثه ظله القصير وتضاءل طموحه .

هو الإنسان عند جبران ، في شبابه وفتوته تكون آماله عريضة بل يحس أنه قادر على بلوغ الجبال طولا و اختراق السماء ، لكن عندما يتوغل في الفعل و يصطدم بواقع الحياة القاهرة ، يكتشف عند منتصف العمر أن آماله مجرد سراب ، ينسلخ عن ذاته الفرعونية و يتخذ له حجما طبيعيا ، بل أقل من حجمه الطبيعي مادام العد التنازلي لعمره قد بدأ .