الموضوع: إِضـْـرَابٌ ...!
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-29-2014, 04:05 PM
المشاركة 3
حسام الدين بهي الدين ريشو
مشرف منبر بـــوح المشـاعـر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إضراب !!
جليلة ماجد


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



(1)

رَأى أنّه لا يَفيد مهما قال ..
تعِبَ مِن حشـْرِهِ بفمه بلا فائدة
اقتطع لسانه و علقهُ بصدره صارخا:
" إضـْـراب" !!

(2)

حفرَ لهُ حُفرةً تليق بمِثـْلِهِ ..
اختارَ لهُ مَرْجاً يليقُ بِجَلاله ..
وضعه بحنان كبير ...
و أهالَ عليه التراب
خطّ على شاهِدِه :
" قلَماً مُحَارِباً .... كانْ!!"

(3)

ترنح بشدة بعد صفعة الحقيقة
نظر إلى الأعلى فرأى خيوطا تشدّه إلى خيبات كثيرة
بكى كثيرا تماما بقدر ما ضحكنا .

(4)

قيْدٌ كبيرٌ مغلول إلى عُنُقهِ ..
يجره إلى الحضيض !!
أكثر فأكْثر !!
يخدُش كرامته !!
بذلٍ ينظر لسجّانه !!
قلمٌ وحيد عارٍ!!

(5)

- كُنّا يا ابنتي أهل مال و جاه !!
أصحاب عبيد و ذهب !!
لكننا لم نعرف الأجمل في الحياة !!
" فكّ الخَطْ "

(6)

- كُلي يا أم العيال و اشبعي !!
يُمزّق صفحات نزفه / كُتُبه ..
يلتهمها بشراهةٍ!!
- أخيراً وَجَد ما يسّدّ رمقه !!

(.......)

هذيان خارج العقل:
ملعونٌ أبو القلم ..
لا يجعل صاحبه يرتاح!!
ذكرتني قراءتى لهذا العمل القصصي
لاستاذتنا الفاضلة / جليلة ماجد
بما سبق واطلق النقاد عليه
( القصة القصيدة )
والتى حاولت حينها اعداد تعريف لها قمت بنشره
اليوم تذكرته
وانا اسبح بين
روعة الحدث
ورقيق العبارة
وجميل الصورة
ثم الخاتمة الصادمة
اذ تمكنت الكاتبة القديرة من ذلك كله
------------------------------
مدخل الى مفهوم القصة القصيدة
================



ظهر مفهوم ( القصة - القصيدة ) نتيجة تراكم العديد من النصوص القصصية التى تحمل سمات جمالية تختلف عن القصة التقليدية .
ويري بعض النقاد ان هذا المفهوم يعود للكاتب الاديب ( ادوار الخراط ) وان كان هو يقرر في صراحة أنه لايعرف واضع هذا المصطلح الجديد .
يقال أن ( القصة - القصيدة ) تتميز بصفتين هما :
الاقتصاد
التركيز
باعتبارهما ملمحان لشعرية النص الأدبي
ويرى ادوار الخراط أن أهم قسماتها :
1 - الايجاز أو ضيق المساحة الزمنية
2 - التركيز والكثافة بمعنى الزهد في الحشو والاسهاب
3 - ايقاع التشكيل وموسيقية الجملة
4 - تميزها ببساطة البناء مع طغيان النزعات الشاعرية والسردية ما يضفي عليها غلالة شفيفة من الغموض تقترب من بناء فضاءات قصيدة النثر

مع ملاحظة ان هذه السمات او المظاهر قد توجد في القصة القصيرة المألوفة ولكنها تبقي ميزة خاصة بالقصة - القصيدة .

واذا كان النقد الأدبي قد اتفق في القصة التقليدية على أنه لاقصة بدون شخصية ... فالقصة تسرد حدثا ويتولى القيام بهذا الحدث فاعل .. ولذلك يكون السارد شخصية في القصة
اي انه لاقصة بدون حدث ولا حدث بدون فاعل
بعكس ( القصة - القصيدة ) فأن الشخصية فيها لاتتخذ حدثا بقدر مايقع لها !

فالشخصية هنا عبارة عن مرايا عاكسة للوضع الانسانى ؛ فقد يتوقف السرد لوصف الأجواء المحيطة وهو موقف يُلْبِس ( القصة - القصيدة ) غلالة الشاعرية

خلاصة الأمر أن ( القصة - القصيدة ) تتميز بما يلي :
أولا : ان جمالية الكتابة تقوم على أركان ( الايجاز - الكثافة - التركيز - ايقاعية التشكيل - موسيقية الجملة والتركيب )

ثانيا : الحدث فيها مقتضب وكثيف أشبه بالرعشة أو الومضة التى تنبثق لتلمع خطفا
وهكذا يولد الحدث موجزا لامعا كالبرق اذ لاوقت للتفاصيل كما يؤكد الناقد العربي الدكتور عبد اللطيف الزكري

ثالثا :
تكون الشخصيات قليلة جدا ... شخصية واحدة أو شخصيتان يدور الحدث حولهما لاينهضان بأعباء ثقيلة كما في القصة التقليدية

4- الزمان في القصة - القصيدة يكون ومضة خاطفة او لحظة

5 - المكان فيها فضاء مفتوح على العالم كله قد يكون حديقة أو شاطئ

6 - مايميز البناء السردى فيها هو غنائيتها واكتفائها على وحدتين سرديتين او متواليتين موجزتين
وقالوا انها يجب الا تتجاوز 19 سطرا
ولذلك أسماها البعض ( ق . ق . ج )
أي قصة قصيرة جدا !!

-----------------------------------------
شكرا استاذتنا الفاضلة / جليلة ماجد
مع تقديري