عرض مشاركة واحدة
قديم 06-21-2014, 04:02 PM
المشاركة 56
جليلة ماجد
كاتبة وأديبـة إماراتيـة

اوسمتي

  • غير موجود
Talking
يا واد يا تقيل ...!
:
[youtube]https://:
:
تنظُر إلى وجهها في المرآة ... غداً أول يوم في مدرستها الأساسية* شعرها ولاّديّ قصير مصفف بعناية قد أبرز كِبَر عينيها مع نظاراتٍ عِملاقة قبيحة .. تقويم حديديّ يخيط أسنانها و يجعل ابتسامتها معدنيّة على الدوام .. لبست الملابس الرسميّة للمدرسة ..فبدا شكلها مُضحكاُ و غير متناسِقاً .. مريول طويل بلون أزرق غامِق مع قميصٍ داخلي أبيض وضعت الشيلة* السوداء كما اتفق على كتفها و قهقهت على شكلها ...

- ما رأيك يا أبي ؟؟
- هاه ؟ [ يضحك حتى تدمع عيناه]
- يا الهي ...! لهذه الدرجة يا أبي ؟؟
- [ لا يستطيع التحدث – يشير بيده أن اذهبي ]
- حسناً ..حسناً ... شكراً .. شكراً ..!
خلعتْ المريول و ارتدت سروالاً و قميصاً فضفاضاً دفنت رأسها بالكتب كما تفعل دائماً .. فهي الحضن الذي التجأت له بعد انتهاكها بـ قُبْلة !
وضعتْ يدها على أذنها كي لا تسمع صراخ أمها الدائم على أبيها .. فمذ قصّت شعرها و ارتدت السراويل و أمها لا تكفّ عن إلقاء اللوم على الأب ...
- و أنت تصفق لها ؟؟ أرأيت شكلها في ملابِس المدرسة ؟؟
- نعم .. ابنتي أجمل فتاة ..
- لا و الله كأنها صبي يرتدي ملابس فتاة ..
- لا بأس أنا راضٍ عمّا تفعله
- و هذا ما يجعلها تتمادى النساء يضحكون عليها أينما ذهبت ..
- مالَنا و الناس ؟؟ راحة ابنتي الأهم في نظري ...!
- أف !
- أفين !
تترك الوالدة الصالة و تتجه للمطبخ تفّرّغ في مزيج الكعكة غضبها ..يتجه هو إليها
- كفى يا غالية .. أنا آسف..
- .......
- و رب الكعبة أحبك !
- ...........
- ألا تثقين بي
- ..........
- دعيها لي أنا أعلم بـ [ جليلة ] ..!
تنظر إليه بابتسامة ... و تقول :
- لا حرمني الله مِنك يا نور البيت !
استيقظت من الساعة الخامسة تفورُ حماساً و هلعاً .. ارتدت ملابِسها ..وضعت بعض العطر .. صففت شعرها .. جلستْ تفكّر في مدرستها الابتدائية و صديقاتِها الطيّبات ... تفكر في كرهها لمادة الرياضيات ..بسبب تلك المعلّمة التي ضربتها على يدها حتى أدمتها .. و كرهها للموسيقى لأن صوتها نشاز فهي لا تعرف كيف تضبط نفسها مع المجموعة ... فسرعان ما تسحبها المعلمة من أذنها ..و تقول لها : يا وِحشة ...!
تنهّدت ..أتكون هذه المدرسة أفضل من سابِقتها ؟؟
:
:
سمعت طرقات على الباب :
- نعم ؟؟
- صباح الخير يا ستّ البنات ..
- صباح الأنوار أبي [ تقبل رأسه]
- خذي ..
- ماهذا ؟
- هديتكِ لمناسبة أول يوم في المدرسة الجديدة
نظرت إلى يد أبيها حلقان ماسيان ناعمان دائريان ..
- أوه .. شكراً أبي
- دعيني أراهما عليكِ .. ياه .. كالبدرِ و أجمل ...
- شكراً أبي .. تعيش و تجلب لي أيضاً و أيضاً ..
- آمين .. أحبك يا فتاة
- أقبّل الأرض التي تمشي عليها ...[ تقبل يديه]
يصل [ شمس الدين]فتركب معه السيارة و تأتي [ جميلة ] بجانبها ...
-لا تنسين ما قلته لك ...
- لن أفعل ...
- البنات مخبولات .. و ربما يظنونكِ بوية* ..
- لا تخافي عليّ
- و الله أخاف عليك ...
- الله معي ..!
- و نعم بالله .. هيا وصلنا .. انزلي ...!
سور لبنيّ كبير .. دوّن على اللافتة [ مدرسة ....... الإعداديّة للبنات] بخطٍ عريض .. موقِف سيارات عِملاق .. و سيارات ..ترمي حِملها و تخرج من الباب الثاني ... حديقة صغيرة مُبتسٍمة على الطرف ...
رأت عبارات الترحيب بالمستجدات و قوافل من قوائم الأسماء ...
بحثت حتى وجدت إسمها ... سابع 3 ... سارت على الخريطة المرافِقة للأسماء
لاحظت أن الجميع يشير إليها و يهمهم ... نظرت إلى الأرض و استمرت في المشي السريع إلى وصلت لباب الفصل ...
:
:
فتحت الباب و سلمت بهدوء : السلام عليكم ..
- و عليكوووووم السلااااااااام ... أهلاً أهلاً... ردّت إحداهن ...
نظرت إلى الأرض .. تكاد تتخبط بلا عراقيل .. جلست في مكانٍ خالٍ أخرجت كتاباً من حقيبتها و شرعت تقرأ ..
تقترب مِنها إحداهنّ بجسم ضخم وطولٍ فارعٍ و رائحة عطر رخيص تمدّ يدها مقدمة نفسها :
- مزون ... اسمي مزون ..!
- جليلة ..! [ تسحب يدها بقوة من اليد الضخمة التي ابتلعتها ]
- أهلا و سهلا ..من أين أتيتِ ..
- و هل هذا يهم ؟؟
- أووووه ... تعالي معي قليلا سأقول لكِ شيئاً ..
- لا ...شكراً ...
- أوووه .. ما هذه الهيبة ؟؟ و ما هذا الهدوء ..
- [ تنظر لها مِن خلفِ النظارات / احتقاراً ]
- يا .. يا .. يا واد يا تقيل .. يا يا .. [ تردد الأغنية ]
- [ لا زالت تنظر لها مِن خلفِ النظارات ، ترجعها و تكمل الكتاب ]
- تهمس لصديقاتها : انظرن إليها .. يا الله ..تحفة ..! هادئة و غامضة و قوية و بوية .. نعم .. إنها النوع الذي أعشق [ تلعَقُ شفتيها مُكْمِلة ] ... هي لي .. لا يقترِبنّ مِنها أحد !
________________________________

· المدرسة الأساسية : هي المرحلة الإعدادية من الصف السابع حتى التاسِع و تكون المدرسة للبنات فقط...
· الشيلة : غطاء رأس اسود اللون
البوية : لفظ دارِج للفتاة المسترجلة ، ذات الشذوذ المِثلي .

عند المطر ..تعلم أن ترفع رأسك ..