الموضوع
:
ذَاتْ - نَشْرٌ أوّلٌ لِمَنَابِر ..
عرض مشاركة واحدة
06-21-2014, 04:02 PM
المشاركة
56
جليلة ماجد
كاتبة وأديبـة إماراتيـة
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 3
تاريخ الإنضمام :
Jul 2005
رقم العضوية :
389
المشاركات:
3,017
يا واد يا تقيل ...!
:
[youtube]https://
:
:
تنظُر إلى وجه
ها في المرآة ... غداً أول يوم في مدرستها الأساسية* شعرها ولاّديّ قصير مصفف بعناية قد أبرز كِبَر عينيها مع نظاراتٍ عِملاقة قبيحة .. تقويم حديديّ يخيط أسنانها و يجعل ابتسامتها معدنيّة على الدوام .. لبست الملابس الرسميّة للمدرسة ..فبدا شكلها مُضحكاُ و غير متناسِقاً .. مريول طويل بلون أزرق غامِق مع قميصٍ داخلي أبيض وضعت الشيلة* السوداء كما اتفق على كتفها و قهقهت على شكلها ...
-
ما رأيك يا أبي ؟؟
-
هاه ؟ [ يضحك حتى تدمع عيناه]
-
يا الهي ...! لهذه الدرجة يا أبي ؟؟
-
[ لا يستطيع التحدث – يشير بيده أن اذهبي ]
-
حسناً ..حسناً ... شكراً .. شكراً ..!
خلعتْ المريول و ارتدت سروالاً و قميصاً فضفاضاً دفنت رأسها بالكتب كما تفعل دائماً .. فهي الحضن الذي التجأت له بعد انتهاكها بـ قُبْلة !
وضعتْ يدها على أذنها كي لا تسمع صراخ أمها الدائم على أبيها .. فمذ قصّت شعرها و ارتدت السراويل و أمها لا تكفّ عن إلقاء اللوم على الأب ...
-
و أنت تصفق لها ؟؟ أرأيت شكلها في ملابِس المدرسة ؟؟
-
نعم .. ابنتي أجمل فتاة ..
-
لا و الله كأنها صبي يرتدي ملابس فتاة ..
-
لا بأس أنا راضٍ عمّا تفعله
-
و هذا ما يجعلها تتمادى النساء يضحكون عليها أينما ذهبت ..
-
مالَنا و الناس ؟؟ راحة ابنتي الأهم في نظري ...!
-
أف !
-
أفين !
تترك الوالدة الصالة و تتجه للمطبخ تفّرّغ في مزيج الكعكة غضبها ..يتجه هو إليها
-
كفى يا غالية .. أنا آسف..
-
.......
-
و رب الكعبة أحبك !
-
...........
-
ألا تثقين بي
-
..........
-
دعيها لي أنا أعلم بـ [ جليلة ] ..!
تنظر إليه بابتسامة ... و تقول :
-
لا حرمني الله مِنك يا نور البيت !
استيقظت من الساعة الخامسة تفورُ حماساً و هلعاً .. ارتدت ملابِسها ..وضعت بعض العطر .. صففت شعرها ..
جلستْ تفكّر في مدرستها الابتدائية و صديقاتِها الطيّبات ... تفكر في كرهها لمادة الرياضيات ..بسبب تلك المعلّمة التي ضربتها على يدها حتى أدمتها .. و كرهها للموسيقى لأن صوتها نشاز فهي لا تعرف كيف تضبط نفسها مع المجموعة ... فسرعان ما تسحبها المعلمة من أذنها ..و تقول لها : يا وِحشة ...!
تنهّدت ..أتكون هذه المدرسة أفضل من سابِقتها ؟؟
:
:
سمعت طرقات على الباب :
-
نعم ؟؟
-
صباح الخير يا ستّ البنات ..
-
صباح الأنوار أبي [ تقبل رأسه]
-
خذي ..
-
ماهذا ؟
-
هديتكِ لمناسبة أول يوم في المدرسة الجديدة
نظرت إلى يد أبيها حلقان ماسيان ناعمان دائريان ..
-
أوه .. شكراً أبي
-
دعيني أراهما عليكِ .. ياه .. كالبدرِ و أجمل ...
-
شكراً أبي .. تعيش و تجلب لي أيضاً و أيضاً ..
-
آمين .. أحبك يا فتاة
-
أقبّل الأرض التي تمشي عليها ...[ تقبل يديه]
يصل [ شمس الدين]
فتركب معه السيارة و تأتي [ جميلة ] بجانبها ...
-لا تنسين ما قلته لك ...
- لن أفعل ...
- البنات مخبولات .. و ربما يظنونكِ بوية* ..
- لا تخافي عليّ
- و الله أخاف عليك ...
- الله معي ..!
- و نعم بالله .. هيا وصلنا .. انزلي ...!
سور لبنيّ كبير .. دوّن على اللافتة [ مدرسة ....... الإعداديّة للبنات] بخطٍ عريض .. موقِف سيارات عِملاق .. و سيارات ..ترمي حِملها و تخرج من الباب الثاني ... حديقة صغيرة مُبتسٍمة على الطرف ...
رأت عبارات الترحيب بالمستجدات و قوافل من قوائم الأسماء ...
بحثت حتى وجدت إسمها ... سابع 3 ... سارت على الخريطة المرافِقة للأسماء
لاحظت أن الجميع يشير إليها و يهمهم ... نظرت إلى الأرض و استمرت في المشي السريع إلى وصلت لباب الفصل ...
:
:
فتحت الباب و سلمت بهدوء : السلام عليكم ..
-
و عليكوووووم السلااااااااام ... أهلاً أهلاً... ردّت إحداهن ...
نظرت إلى الأرض .. تكاد تتخبط بلا عراقيل .. جلست في مكانٍ خالٍ أخرجت كتاباً من حقيبتها و شرعت تقرأ ..
تقترب مِنها إحداهنّ بجسم ضخم وطولٍ فارعٍ و رائحة عطر رخيص تمدّ يدها مقدمة نفسها :
-
مزون ... اسمي مزون ..!
-
جليلة ..! [ تسحب يدها بقوة من اليد الضخمة التي ابتلعتها ]
-
أهلا و سهلا ..من أين أتيتِ ..
-
و هل هذا يهم ؟؟
-
أووووه ... تعالي معي قليلا سأقول لكِ شيئاً ..
-
لا ...شكراً ...
-
أوووه .. ما هذه الهيبة ؟؟ و ما هذا الهدوء ..
-
[ تنظر لها مِن خلفِ النظارات / احتقاراً ]
-
يا .. يا .. يا واد يا تقيل .. يا يا .. [ تردد الأغنية ]
-
[ لا زالت تنظر لها مِن خلفِ النظارات ، ترجعها و تكمل الكتاب ]
-
تهمس لصديقاتها : انظرن إليها .. يا الله ..تحفة ..! هادئة و غامضة و قوية و بوية .. نعم .. إنها النوع الذي أعشق [ تلعَقُ شفتيها مُكْمِلة ] ... هي لي .. لا يقترِبنّ مِنها أحد !
________________________________
·
المدرسة الأساسية : هي المرحلة الإعدادية من الصف السابع حتى التاسِع و تكون المدرسة للبنات فقط...
·
الشيلة : غطاء رأس اسود اللون
البوية : لفظ دارِج للفتاة المسترجلة ، ذات الشذوذ المِثلي .
عند المطر ..تعلم أن ترفع رأسك ..