عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
2

المشاهدات
2776
 
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


ياسر علي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,595

+التقييم
0.38

تاريخ التسجيل
Dec 2012

الاقامة

رقم العضوية
11770
06-17-2014, 06:38 PM
المشاركة 1
06-17-2014, 06:38 PM
المشاركة 1
افتراضي هل ستعود يا مهدي ؟
ها نحن دفناك يا مهدي كما دفنا فكرك قبلك ، فنحن أمة لا تريد مستقبلا بقدرما نحب الماضي العتيق ، بلادنا لم تنكس الأعلام و لم تعلن الحداد لوفاتك لأنها ما فعلت ذلك عندما وأدنا المستقبل ، يا مهدي لا تحتاج رثاء من أحد ، كما عائلتك لاتحتاج من يعزيها ، فجنازتك و لو أن الحكومة حضرتها فهي متواضعة ، فهي لم تسجل أرقاما فلكية لأنك لست شيخ زاوية تنشر الخزعبلات على الملأ ، و لست من تحمل الأبواق والفضائيات أناشيده فتتلقف المعجبات صهيله و تزرع فيه الجمال و يزخرفن وجهه الكئيب بقبلات الحسن ، متّ يامهدي كما مات العظماء ، لم تترك دينارا و لم تورث منصبا ، أما ما نذرت له عمرك فرأيته بأم عينيك ترفسه أقدام الساسة و تعدمه اللحى ، بل على أنغام الهيب هوب تنطلق ألسنة السب والشتم والمجون معجبة بغرابتها . حرب ضروس هي بين متطرفي اليمين والشمال نحو الخلف ، حرب القيم هي تمزق العالم تمزيقا ، حرب الحضارات هي تقبر الحضارة . يا مهدي أسمعت لو ناديت حيا ، لكن لا حياة لمن تنادي ، سمعتك تقول أن السجن لا يلجه إلا الرجال ، سمعتك تقول على المتقدم إلى امتحانت الباكالوريا أن يقدم على الأقل شهادة تثبت أنه أعدم الأمية في خمسة من بني جلدته ، سمعت تقول أن لا يصعد منبر المساجد من لا يحمل باكالوريا علمية ، سمعتك تقول نريد مجتمعا معرفيا قبل كل شيء . أعدمنا كل أقوالك وكل مخططاتك حتى قبل موتك يا مهدي ، أحبطناك يا مهدي حتى النخاع ، اشتغلت واشتغلت و تلقى العالم منك الدروس و برمج ألياته وفق آرائك ، ليستفيد من آهات الضعفاء ، كانت اليابان تحضنك يوم رفضت أن تكون أداة للامبريالية و حظر عليك الجنوبيون الحركة ، كتبت وحاضرت وعلمت لكن ماذا عساك تفعل لمجتمع يحب الضلالة على الهدى ، و يستلذ العيش في كنف العجز و ظلال القهر . أحببت الحرية و أحببت الفعالية و من فمك سمعتك توصينا ، لا تجلسوا منصتين لخطبي فهذه الساعات الثلاثة التي قضيتموها معي ضاعت منكم مئات البحوث العلمية عبر العالم ، لكن نحن نحب الخطب والخطابة والبهرجة ، من قال أننا في حاجة إلى البحث العلمي و التقدم ، وداعا يامهدي فبذهابك أعدمنا وجع الأفكار و أغلقنا صداع المستقبل ، كما ودعنا الفلسفة و متاهاتها النقدية يوم قبرنا الجابري و أصبحنا نمشي بعقول حرة نزيهة بهائمية أصيلة ، و طوينا صفحات علم الاجتماع بتوديع محمد كسوس ، و أصبحنا نعيش حياة الآخرة كل يلهث أنا و أنا و من بعدي الطوفان .

نم قرير العين يامهدي .
فقد أخطأت زمانك.
كما الكثيرون .