عرض مشاركة واحدة
قديم 06-14-2014, 03:12 AM
المشاركة 6
فاتحة الخير
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله


شكرا لك أستاذ مقداد على رحابة صدرك
وسامحني على عودتي للأسئلة
صدقت فالتأريخ لأحداث أو عادات أو أماكن مهم جدا للأجيال القادمة، فهناك بعض الكتاب أرخوا طفولتهم بكل ما فيها من فرح وحزن وهناك من اختار طريق التعريف ببلده و بمناطق قديمة ربما لفظها الزمن فأعاد لها الروح من جديد وأدخلها التاريخ من أوسع الأبواب كما فعل " نجيب محفوظ"
لكن يبقى الأدب الأكثر انتشارا هو أدب المعاناة والألم ...فهناك من كتب سيرة ذاتية قمة في الصراحة بل قمة في الفضيحة التي اشمأز منها من يعرفه ومن لا يعرفه كما هي رواية " الخبز الحافي " للأديب الراحل محمد شكري، هذه الرواية التي تم ترجمتها لعدة لغات والتي تتحدث عن الفقر وعن معانات الكاتب ومغامراته الجنسية مما اعتبرها البعض عارا لأنها تتحدث عن المحظور وتكشف المستور في مجتمع مسلم
لذا استغرب، كيف ينتهي حبر الروايات العادية بسرعة بينما مداد الحزن والمآسي وحياة الحروب والثورات والميز العنصري... (وما نتج عنها من خراب نفسي ودمار شامل لكل جميل وقبيح أيضا لأنه مهما كان هناك من قبح تبقى مخلفات الاستبداد والطغيان هو الأفضع والأنكى بالروح قبل الجسد) يبقى غزيرا لا ينقطع
فنجد أغلبية كتاب المناطق الساخنة أو التي سبق وأن عانت ويلات الحرب، لا يحيدون عن هذا المسار أي الكتابة عن الجانب المأساوي في حياتهم وحياة أوطانهم
فماذا يميز هذا النمط الأدبي الذي أصبحنا نراه حاضرا بقوة خاصة في الساحة العربية عن غيره من الأنماط الأخرى؟
وهل أصبح من الواجب على الكاتب الذي يعاني هو أو بلده أيا كان نوع المعاناة، السير في نفق مظلم لأن هذه هي المصداقية لديه؟
أم أنها النفس البشرية الباحثة عن كل ما هو حزين ومؤلم؟
أليس من الخطر الانكباب على لون واحد من الكتابة هو نوع من الخطر يحدق بالأدب العربي الحالي ؟