الموضوع: التوحيد
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
7921
 
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي


عبدالسلام حمزة is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,945

+التقييم
0.53

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8997
08-07-2010, 06:47 AM
المشاركة 1
08-07-2010, 06:47 AM
المشاركة 1
افتراضي التوحيد
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)

الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ

رِزْقًا لَكُمْ ۖ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) البقرة (22)

تفسير هذه الآيات لابن كثير :

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )

شرع تبارك وتعالى في بيان وحدانية ألوهيته بأنه تعالى هو المنعم على عبيده بإخراجهم من

العدم إلى الوجود وإسباغه عليهم النعم الظاهرة والباطنة .

( الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ

رِزْقًا لَكُمْ ۖ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ )

وإسباغه عليهم النعم الظاهرة والباطنة بأن جعل لهم الأرض فراشا أي مهدا كالفراش مقررة

موطأة مثبتة بالرواسي الشامخات والسماء بناء وهو السقف كما قال في الآية الأخرى :

( وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون ) ( وأنزل من السماء ماء )

والمراد به السحاب هاهنا في وقته عند احتياجهم إليه فأخرج لهم به من أنواع الزروع

والثمار ما هو مشاهد رزقا لهم ولأنعامهم كما قرر هذا في غير موضع من القرآن ومن أشبه

آية بهذه الآية قوله تعالى : ( الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن

صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين ) .

ومضمونه أنه الخالق الرازق مالك الدار وساكنيها ورازقهم فبهذا يستحق أن يعبد وحده ولا

يشرك به غيره ولهذا قال : ( فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون ) . وفي الصحيحين عن

ابن مسعود قال : قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم عند الله ؟ قال: ( أن تجعل لله ندا وهو

خلقك ) . وكذا حديث معاذ : ( أتدري ما حق الله على عباده ؟ أن يعبدوه ولا يشركوا به

شيئا ) . وفي الحديث الآخر : ( لا يقول أحدكم ما شاء الله وشاء فلان ولكن ليقل ما شاء الله

ثم شاء فلان ) . وقال حماد بن سلمة حدثنا عبد الملك بن عمير عن ربعي بن خراش عن

الطفيل بن سخبرة أخي عائشة أم المؤمنين لأمها قال : ( رأيت فيما يرى النائم كأني أتيت

على نفر من اليهود فقلت من أنتم ؟ قالوا : نحن اليهود . قلت : إنكم لأنتم القوم لولا أنكم

تقولون عزير ابن الله .

قالوا : وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد

قال : ثم مررت بنفر من النصارى فقلت : من أنتم قالوا : نحن النصارى . قلت : إنكم لأنتم

القوم لولا أنكم تقولون المسيح ابن الله قالوا : وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله

وشاء محمد . فلما أصبحت أخبرت بها من أخبرت ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم

فأخبرته .

فقال : هل أخبرت بها أحدا ؟ قلت : نعم . فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فإن

طفيلا رأى رؤيا أخبر بها من أخبر منكم وإنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها

فلا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد ولكن قولوا ما شاء الله وحده ) . هكذا رواه ابن مردويه

في تفسير هذه الآية من حديث حماد بن سلمة به وأخرجه ابن ماجه من وجه آخر عن عبد

الملك بن عمير به بنحوه وقال سفيان بن سعيد الثوري عن الأجلح بن عبد الله الكندي عن

يزيد بن الأصم عن ابن عباس قال : ( قال رجل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ما شاء الله

وما شئت فقال : أجعلتني لله ندا ؟ قل ما شاء الله وحده ) . رواه ابن مردويه وأخرجه

النسائي وابن ماجه من حديث عيسى بن يونس عن الأجلح , وهذا كله صيانة وحماية لجناب

التوحيد والله أعلم . وقال محمد بن إسحاق حدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد

بن جبير عن ابن عباس قال : قال الله تعالى يا أيها الناس اعبدوا ربكم للفريقين جميعا من

الكفار والمنافقين أي وحدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم وبه عن ابن عباس فلا

تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون أي لا تشركوا بالله غيره من الأنداد التي لا تنفع ولا تضر وأنتم

تعلمون أنه لا رب لكم يرزقكم غيره وقد علمتم أن الذي يدعوكم إليه الرسول صلى الله عليه

وسلم من التوحيد هو الحق الذي لا شك فيه . وهكذا قال قتادة وقال ابن أبي حاتم : حدثنا

أحمد بن عمرو بن أبي عاصم حدثنا أبي عمرو حدثنا أبي الضحاك بن مخلد أبو عاصم حدثنا

شبيب بن بشر حدثنا عكرمة عن ابن عباس في قول الله عز وجل فلا تجعلوا لله أندادا وقال :

الأنداد : هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل وهو أن يقول :

والله وحياتك يا فلان وحياتي , ويقول لولا كلبة هذا لأتانا اللصوص البارحة ولولا البط في

الدار لأتى اللصوص .

وقول الرجل لصاحبه ما شاء الله وشئت وقول الرجل لولا الله وفلان لا تجعل فيه فلان هذا

كله به شرك . وفي الحديث أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت

قال : ( أجعلتني لله ندا ) وفي الحديث الآخر " : نعم القوم أنتم لولا أنكم تنددون تقولون ما

شاء الله وشاء فلان " . قال أبو العالية : فلا تجعلوا لله أندادا أي عدلاء شركاء . وهكذا قال

الربيع بن أنس وقتادة والسدي وأبو مالك وإسماعيل بن أبي خالد وقال مجاهد فلا تجعلوا لله

أندادا وأنتم تعلمون قال : تعلمون أنه إله واحد في التوراة والإنجيل . " ذكر حديث في معنى

هذه الآية الكريمة " .