الموضوع
:
المفقود من شعر علي بن محمد السنوسي(ملخص)
عرض مشاركة واحدة
09-06-2010, 04:09 AM
المشاركة
2
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 3
تاريخ الإنضمام :
May 2007
رقم العضوية :
3512
المشاركات:
1,927
نثره:
يتبين للناظر في آثار السنوسي النثرية أنها شملت شيئاً من الرسائل الإخوانية و الخطب و التقريظات غلي جانب آثاره النثرية الأخرى في ميدان تحرير الأحكام الشرعية في جانب القضاء.
فمن قوله في صدر تقريظه لمؤلف القاضي عبد الله بن علي العمودي الموسوم ب: (( خلاصة الكلام فيما أشكل و استطار بين الأنام)) : ( الحمد لله الذي دلت قدرته بكماله و شهدت حكمته بجلاله و خلق خلقه فرقا و ميزهم طرقا فجعل منهم مؤمنا و كافرا و تقيا و فاجرا و أفاض على أوليائه من مواهبه و أطلعهم بأسرار آياته و عجائبه فشهدوه بها و عرفوه حقاً و أذعنوا له إيمانا و عبدوه صدقا و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المتعالي عن الأضداد و الأمثال ذاتا و صفاتا و أفعالا , و إيجاد و إعداما و إكراما و أفضالا و أشهد أن محمدا عبده و رسوله الذي أقام به علم التوحيد و عصمه من شبه الملحدين بعواصم التأييد و صلى الله عليه و على آله المقتفين لآثاره.)
و من نثره الذي يمثل أسلوبه في ميدان التأليف قوله في مؤلفه
( السماط الممدود)) :
( ... و لما كان مجلس الأمير
خالد بن أحمد السديري
يتلألأ نوراً و يزداد كلّ يومٍ بهجة و حبورا بأشعة العلم و المعارف و رقائق الأخبار و الطرائف يقتنص ما سنح في خاطره من شوا رده و يستعذب المناهل من موارده و يستطرد فنونه و يستخرج من الحنايا مكنونه بحثاً و اطلاعا و تحقيقا و إبداعا و قد سطع نجمه في أفق التهائم و النجود .................................)
و من نثره في مجال القضاء : ( .... الحمد لله بعد أن أرسل إلينا أمير الدائرة العظمى فخرا لدين عبد الله بن خثلان مندوب جلالة الملك أيد بمعونة من ربه أمين بأن ننظر ما بين الشيخ أحمد طاهر زيلع و خصمه الحاضر معه في محفل الشرع محمد بن علي قاسم قميري ......فحضر المذكوران لدينا فاستمعنا دعواهما و فهمنا خطابهما ....... و كفى بما قرره القضاة المذكورون و الجهابذة المشهورون و بهم تبرأ الذمة و لا تلحق بهم ملامة و لا ذَمة و الإعراض عمّا قرروه و الصدود عما حرروه إعراض عن الشرع الحنيف الذي لا يحيف ........... فليعلم ذلك ذلك بتاريخيه حُرر في سنة تسعٍ و أربعين بعد الثلاثمائة و الألف من هجرة الأمين .............. و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و من والاه كاتبه متولي قضاء جازان علي بن محمد السنوسي لطف الله به آمين.)
و من الواضح أنَّ هذا النثر يتسم بحسن الدلالة اللغوية و أنه بالرغم من اتباعه لتقاليد الكتابة المعهودة لم يكن مغرقاً في التكلف و الصنعة , إذ يبدو أن السنوسي قد بدأ يأخذ _ إلي حدٍّ ما _ بأسباب التجديد و بخاصة في أسلوبي : التدوين و التأليف.
شعره:
1
. المتتبع لأخبار السنوسي الشعرية يعتقد في وجود ديوان شعري له و قد يؤكد هذا الظن الحديث الذي دار بين ولده محمد بن علي السنوسي و بين محرر مجلة المنهل عام 1378 للهجرة / 1958 للميلاد ، حين سئل محمد السنوسي عن حقيقة وجود ديوان لأبيه إذ قال السائل: سمعتُ أن له (علي السنوسي) ديواناً كبيراً زاخراً بألوان رائعة من الشعر الرقيق ! فما اسم ديوانه ؟ و هل تفكرون في طبعه مستقبلاً كنشر لتراث فكري ثمين ؟ )
أجاب محمد بن علي السنوسي بقوله: ( لم يجمع للوالد حتى الآن ديوان مستقل .... و قد حدثني محمد زارع عقيل أن مجموعة كبيرة من شعر السيد علي السنوسي كانت لدى الشيخ علي بن محمد صالح , و قد أخذها منه اعارة شخص سماه لا أعرفه ....... و قد ذهب بها إلي غير رجعة )
2.
لعل ما يمكن الاطمئنان له في هذا المقام و وجود :
(مجموع شعراء الجنوب ) المنشور الذي يضم شعر السنوسي نفسه , و شعر نفر من شعراء تهامة المعاصرين له و مما يؤسف له أن ذلك المجموع لا يضم سوى بعض شعر السنوسي الذي قيل في العهد السعودي و حسب .
. و (شعراء الجنوب ) هذا و صفه محمد بن علي السنوسي بقوله: ( هناك مختارات من شعره (علي السنوسي) طبعت و نشرت في ديوان : (شعراء الجنوب ) الذي ألفناه مع الزميل الشاعر محمد بن أحمد عيسى العقيلي).
و مجموع ما احتواه هذا المجموع من قصائد لشاعرنا سبع قصائد :
أولاها
: قصيدته الموسومة ب: (عبد العزيز أدام الله دولته) و طالعها:
هذا المقام و هذا المحفل النضر=يزهو برونقه الباهي و يزدهر
و الثانية
قصيدته الموسومة ب: (فأهلاً بوضاح الجبين محمد)
طالعها:
قد ازدحمت يوم اللقاء الكواكب=على ملكٍ سامي الذرى و المواكب
و الثالثة
: قصيدة المخمسة الموسومة ب: ( يا ملكاً يطل في الأفاق)
طالعها:
من منكم الصنديد و السميدع
و البطلُ القرم الكمي الأشجع
و من عصاه كلّ عاصٍ تقرع
يذود عن دين الهدى و يدفع
ما ليس فيه من ضلالٍ يبدع
و الرابعة
: قصيدته الموسومةب: (جلالة الملك السامي مراتبه)
طالعها:
حَبِّرْ إذا كنت منسوباً إلي الأدب=مدحاً لسامي العلا و المجد و الرتبِ
و الخامسة
: قصيدته الموسومة ب: ( أجلَّ مساعيه)
و هي من ضمن القصائد التي حققتُ - (يعني أبو داهش نفسه هنا ) - في هذا المجموع ( يقصد المفقود من شعر السنوسي) نظراَ لأنها لم تسلم من التحريف في بعض أبياتها عندما نشرت في مجموع : ( شعراء الجنوب ) إلي جانب أنها لم تنشر كاملة و لأنها وجدت من بعد مكتوبة بخط السنوسي نفسه و مختومة بخاتمه .
طالعها:
أجلُّ مساعيه العناية بالهدى=و غاية مرماه النكاية بالعدا
و السادسة:
قصيدته الموسومة ب: (بين المتنبي و السنوسي )
و طالعها:
لك من خالص الفؤاد وداده=و من الطرف ما حواه سواده .
و السابعة:
قصيدته الغزلية الموسومة ب: (كيف السبيل )
و طالعها:
يا خير آنسةٍ بليل حالك= حالي أرقُّ صبابة من حالك
3.
هذا بالإضافة إلي بعض المصادر النادرة التي ضمت بعض نتاج هذا الشاعر: مثل مجموع (( شعاع الراحلين))
لعبد الرحمن بن إبراهيم الحفظي الذي أشار إلي مشاركة السنوسي لأحد شعراء عصره ببعض أبياته المخمسة وصفها الحفظي : ( وجدت هذا التخميس لكلٍّ من الشاعرين : الشيخ
فيصل المبارك
و الأستاذ علي محمد السنوسي محرراً مذيلاً بتوقيع كلٍّ منهما , و لم يعرِّضا بذكر المناسبة التي جمعت بينهما و أوحت لشاعريتهما بهذا التخميس اللطيف من شعرهما))
و لكن مما يؤسف له أن الحفظي لم يحدد شعر كل منهما و غنما اكتفى بقوله : (( قال أحدهما ثم سرد التخميس )
وردت تلك المحاورة الشعرية كالآتي :
قال أحدهما :
قد قلتُ منْ عجبٍ في رحلةِ السفر
لما مررتُ بوادٍ حُفَّ بالشجر
كأنه آيةٌ من أبدعِ الصور
قد أعشب الدرب لكن لا من المطر
بل من طروق ِ ذواتِ الدَّل و الخَفرِ
قال الآخر:
و قد مررت بدربٍ غير منتبهٍ
لشادنٍ ماله في الحسن من شبهٍ
حتى رماني بقوسٍ من حواجبه
يا رُّب قبلك ما قد كنت ذا ولهٍ
و من وقوفيَ فيك اليوم في خطرٍ
قال الأوّل:
و قعت فيك وقوع الطير في شبك
و لم أجد منقذاً لي منك بالدرك
رفقاً فقد بلغت روحي إلي الحنك
يا ويح قلب هوى للبيض في شرك
و أتعبته عيون الحور بالسهر
قال الثاني:
ما للمحبين يوماً من تتبعهم
ظعائناً غير تهييج لأدمعهم
فوق الطلول اندفاقا من تفجعهم
و قد سلوت عن الأحباب أجمعهم
سوى الحبيب الذي أفديه بالبصر
قال الأول:
ذاك الذي مهجتي في قبض راحته
و ما عليه غرام في استباحته
مال و ما ملكت نفسي بساحته
هو الأمير السديري في سماحته
فيضاً يطمُّ ربوع البدو و الحضر.
4.و من شعر السنوسي المنشور قوله مخاطباً
القاضي عبدالرحمن بن عقيل:
سلمك الله و أنت بحر=من العلوم فركبت بحرا
فتاه من ساعته تبختراً=وضَيَّعَ الرُّبانُ فيه المجرى
5. و قد يضاف إلي تلك القصائد السابقة قصيدة السنوسي المفقودة التي ضمَّنْها شيئاً من أسماء البلاد و الرجال و التي ورد ذكرها في رسالته الإخوانية التي بعث بها إلي القاضي السيد محمد نوري , حيثُ قال: (( أحببتُ أن أعرض على سيادتكم هذه القصيدة ) ثم قال لأنها : ( محتوية على بعض أسماء البلاد و أسماء الرجال على سبيل التورية )
رد مع الإقتباس