الموضوع
:
عصفورة المطر
عرض مشاركة واحدة
05-03-2014, 01:49 AM
المشاركة
296
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 6
تاريخ الإنضمام :
May 2010
رقم العضوية :
9229
المشاركات:
9,396
التَوْأَمَــــان
.
.
.
مرَّتْ على الثغرِ الصَّديِّ مباسمُهْ
.......وهَفتْ إلى الجُرحِ النديِّ نسائمُه
فسرى بأوردتيْ أُعيذُ به الضّنى
............أنْ يحتويهِ ، وللهناءِ أُقاسمُهْ
وغفا على زَندي أَحارُ بأمره
..............أحقيقةٌ أمْ أنَّ ربَّكَ راسِمُهْ
سَعَفُ الحنينِ ووجنتاهُ على يدي
.........يهوى البعادَ فكمْ تشقُّ مغانمُهْ
يا ليتني ما بينَ وصلكَ والنّوى
..........طيفاً تُشلُّ على الحيادِ عزائمُهْ
مُتَجلِّدٌ إن كنتَ أو ما كنتَ لي
...........فالرائحاتُ الغادياتُ حمائمُهْ
حسبيْ من الأهواءِ طيفُ صبابةٍ
............ورؤىً بذاكرةِ الضَّياعِ تنادمُهْ
فأنا الملوَّعُ في الأماكنِ كلِّها
..........إنْ غابَ أو سِيقتْ إليَّ نعائمُهْ
وأناملي تهوي على أوتارِهِ
.........وفمي على نايِ الوصالِ يُناغمُهْ
في بعدهِ أغضيتُ عنهُ مهابةً
...........هلّا بقُربٍ قد تُحلُّ طلاسمُهْ؟
* * *
وأَمرُّ في دربٍ مشيناها معاً
.........وخُطايَ تحذرُ أن تُداسَ براعمُهْ
أستنطِقُ الأحجارَ هل صافحتِهِ ؟
.............فإذا بكى حَجَرٌ فإنِّي لاثمُهْ
والنملُ يُشعِلُ بالحياةِ جُحورَهُ
..............وكأنَّه مثلي تشبُّ ضرائمُهْ
يا ذِكرياتٍ كم جَهِدتُ لطمسها
..............دِنَّاً تشوَّف للصبابةِ خاتمُهْ
فمضى يشمُّ على الأناملِ عطرَهُ
.........ويُعاتبُ الأحلامَ كيفَ تُصارمُهْ؟
لا بُدَّ من سُكرٍ بذاتِ تفجُّعٌ
.............فالصحوُ نومٌ لا يُخلَّدُ نائمُهْ
وهنا تثاءبَ فاعْتَرتني هِزَّةٌ
........وجرتْ على الكفِّ النديِّ ولائمُهْ
وهنا جَلسْنا وافترشْنا للمدى
..........تهتزُّ في جِذعِ الشبابِ مواسمُهْ
* * *
يا ضَيعةَ الأحلامِ فاتَ زمانُهُ
...............وزمانُها روحُ الحياةِ تُلازمُهْ
يا توأمين سما الجمالُ بواحدٍ
...........واسْتعجلَ العُمرَ المُضَيَّعَ تائمُهْ
غسلتْ عليهِ الرِّيحُ رِجسَ عَنائها
.............واستوقفَتهُ يدُ النَّقاءِ تُحاكمُهْ
لا ينفعُ الإشفاقُ ما كتبَ القضا
...........أو تنفعُ الشيخَ الهلوكَ مراهمُهْ
هِيَ بُرهةٌ أنفدتُ فيها لهفتي
............فثَمِلتُ ما هبَّتْ عليَّ نسائمُهْ
ما كانَ من عتَبِ الهوى فلمقلتي
.............أو كانَ مِنْ دَينٍ فإنِّي غارِمُهْ
.
.
.
(البحر الكامل)
.
.
2/5/2014
رد مع الإقتباس