الموضوع
:
ظل كافافيس ..***
عرض مشاركة واحدة
09-05-2010, 05:38 PM
المشاركة
15
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
البداية في قصة ظل كافافيس "مدوية"
تكمن أهمية البداية في القصة القصيرة كونها نقطة الجذب التي تهدف إلى توريط القارئ في الحدث وإلى إدهاشه وإجباره على التساؤل كيف تورط في الحدث.
هدف البداية إيقاع الحيرة والدهشة في ذهن و نفس المتلقي وهذه الحيرة والدهشة هي التي تدفعه للاستمرار في القراءة ليستكشف ما الذي حدث وكيف ولماذا وما إلى ذلك..
في فقرة البداية في قصة ظل كافافيس "
قلبه الذي يكتظ بالحزن .. كان يمتشق خفقة جامحة ويلقيها زفرات على هامة الضجر .. قلبه المنصاع دومآ للألم .. وهذا الهاجس بالإنكسار .. والشتات , قلبه والوجع .. هاهو يغوص بين حناياه ويستكين .. يتغلغل في تجاويف صدره حتى الإختناق , فإذا ما صفق الألم في أعماقه , أخذ يدندن بأنشودة قديمة عن البحر وعواصف الزمان .."
نجد وصف لمشهد الحزن والألم، والانكسار، والشتات، والوجع، والاختناق، وعواصف الزمان وهو مشهد لا شك يعبر عن صراع حاد لا بد أن البطل قد وقع فيه فأدى هذا الصراع إلى ذلك الحال الموصوف هنا.
المشهد لا شك يجذب القارئ بقوة ليتعرف على سر كل هذا الألم وصاحبه وسر الصراع الذي أوصل إلى هذا الحال خاصة أن الكاتبة أجلت الحديث عن البطل فنحن لا نعرف قلب من هو الذي يكتظ بالحزن ولا نعرف السبب...لكل ذلك نندفع للقراءة للاستزادة ولنتعرف.
كما أن استخدام كلمات مثل (
يكتظ، يمتشق، خفقة، جامحة، يلقيها، المنصاع، الانكسار، والشتات، والوجع، يغوص، يتغلغل، صفق، اخذ يدندن، عواصف الزمان
)، وبمجموع 14 كلمة ملتهبة حادة وكأن كل واحدة منها رصاصة من الرصاص الخارق الحارق المتفجر...من واقع هذه الفقرة الأولى والتي تتكون من 48 كلمة، وهي كلمات تحمل في ثناياها الكثير من الحركة والنشاط والفعل والسلوك وتوقظ حواس المتلقي بشراسة... لذلك أقول بأن الكاتبة هنا نجحت حتما في جعل البداية مدوية تدور حول أمر مهول وتمكنت من جذب المتلقي ليتابع القراءة.
رد مع الإقتباس