الموضوع: أحلم بقبلتين
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
15

المشاهدات
6322
 
معتزابوشقير
من آل منابر ثقافية

معتزابوشقير is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
89

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Jul 2010

الاقامة

رقم العضوية
9480
09-05-2010, 04:28 PM
المشاركة 1
09-05-2010, 04:28 PM
المشاركة 1
افتراضي أحلم بقبلتين
أحلم بقبلتين

كنتُ ألملم أزهار النارنج لأمي
وأعود بها لأحظى بقبلتين وسكرتين..
تذكرتها اليوم حين طار الحمام
عند الغروب
كان الماء في حنجرتي متشعبا كالشوك..
كم أنا مشتاق ..وأحلم
مثل صديقي ذي العينين الصغيرتين
كان يحلم بقارة بيضاء تحمله بين ذراعيها..
وأنا أحلم بعيد جميل..
وبأوراق الآس أضعها على ضريح ما..
أحلم أن أعود لأراها على الشباك
تعاتب نهدها الكسول في ضوء الملل..
فأقول لها يا زينب
عندما أكبر سأتزوجك
وسأحلم بأنني عدت ولم يمشِ المساء
على أمنياتي الصغيرة
أحاول أن أهز ياسمين السماء
لتمطر الأرض مطرا غزيرا..
فأنا يازينب أحب المطر
وأغار منه حين يرشق وجهك الجميل...
كنتُ ولازلتُ متسكعا كرياح تشرينية..
وأحب أن أصعد المآذن العالية
لأرى الآذان يسافر مع الحمام
كنتُ صغيرا أقف في طابور طويل لأشتري
الخبز من الساحة
أحمله فوق رأسي فيسقط حين أنظر للسماء باحثا
عن صوت يدق بابها
كان طيفكِ يختبئ بين أغصان الجوز..
وكان كمي يلمع وأنا أمسح أنفي به
وأبعثر أحجار الطريق بقدميّ..
كنتِ كبيرة وناضجة كقطعة حلوى
برية كنتِ يازينب كرائحة الليل الخضراء..
وأنا بريء أنظر إلى ظلي الطويل تحت مصباح الحارة
فأقول هاقد كبرتُ
كان صراخي يملأ الحي
ولازال يملأ هذا القبو التعس أحيانا
لماذا أذكركم الآن
وآلاف الظلال خبتْ
وظلي ماعاد يكبر..
وقهوتي آسنة
والمقهى ماعاد يزوره المطر..
لماذا الآن أماه وآلاف الأزهار من النارنج
ذوت وذوى معها العمر..




معتزأبوشقير