كَأنَّهُم كُانُوا هُنَا
كاَنُوا حَامِلين النَار
و غُبَار الأمْسِ يتنَاهَى
رَائحَةُ النَايَاتِ تَأَرّجَتْ فِي صَميم الودْيَان
لمْ يَكنْ صَهيلُ الخُيُول
يَنامُ على يَنَابيع الأرْض
هُنا و من هُناك
تَشْرقُ الشَمْسُ منْ أصْوَاتِهم
عَادةً مَا يَغِبُون وَرَاء كَلِمَاتِ الحَنِين
كَان عَلَينَا أنْ نَهْربَ قَليلا
و نَسْلكُ طَريقَنَا المُخْضَّر بالصَمْت
دون كلَاَم مَوزُون
سَقَطتْ كلّ الاسْتِعَارَات التِي تُشْبِهُنَا
أقنعة مزيّفة مَا زَالَتْ يُطَاردُنَا
إلى حُدُود اليَاسَمين البَاَكي
لتَكن البِلاَد للغَائبين
سَألتُ زَيَاتين الارْض
ينْهَبُني صَهيل العَائِدين
منْ وَرَاء ضَفَائر الشَمس
هُنَا سَاَل مَاء المَلْح الارجُوَانيّ
بُيُوتٌ خَاويةٌ
و أطْفَالُ الخَرَاب يَأتُون فِي صَقِيع الليل
عَلى شِفَاهِهم أنَاشِيد الفَرَح
أَنا مِن صلْب الرَاحِلين
لا شِعْر سَيُخلدُهم ,
أنا من خَبَل السُلاَلة
و خُرَافَة اللامَكَان المَرصُود
أغَازلُ نَشيدَ السَمَوات الاخْرى
كأنّي ما ولدتُ
و لم تَكبُر طفُولتِي
سَرقَتني أحزان الأزهارُ
من نَوَافذ السَفَر
و لمْ يَبْقَ لي سِوى
عِطْر أمِي من فِردَوس الأنْبيَاء
تأتيني مُهج الِنيران إلى مَرقَدي
فأسْقِيهَا خَمْرةَ القَلَق
لم يَدْخُلوا مَقَامَات المنْفَى
تَاركين وَرَاء اللاشيء
أبْوَاب العَودَة القَاسِية ,
مَوَانىء مُسْتَغرقَة فِي أفْكَار العَدَم
تَدْنو صَيْحَاتُها ,
صَوتُ المَوتى مَخْذُول
و الرُؤْية نَاصِعَة يَكْسُوها الضَوء
تَبَاعَدوا حينَ فَاضَتْ دِمَاء الريح
و تاهتْ المُفْرَدَات و الاسْمَاء
----