الموضوع
:
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
عرض مشاركة واحدة
03-15-2014, 05:05 PM
المشاركة
1115
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
تابع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 46- -لعبة النسيان
محمد برادة
المغرب
- يلتجىء محمد براد في لعبة
النسيان إلى تنويع أساليبه لخلق رواية بوليفونية حديثة، إذ يوظف بشكل متوازن
الأسلوب غير المباشر أو الخطاب المسرود الموضوعي.
-
حيث يقوم الراوي بنقل الأحداث
وتقديم الشخصيات والمشاهد وعرض الوقفات الوصفية عندما يؤثث الفضاءات ويزينها أو
يموهها أو يشينها بمقاطع وصفية.
-
ويعتمد في ذلك على وصف خارجي يحدد المعالم والقسمات
ويستبطن المناحي النفسية والعوالم الداخلية سابرا أغوار الذات الإنسانية في
سلوكاتها الشعورية واللاشعورية.
-
ويخفف الكاتب من تدخلات الراوي العالم بكل شيء الذي
يملك المعرفة المطلقة من خلال رؤية خافية ينظر بها إلى الشخوص مدعيا الحياد
والموضوعية سوى ما يتبادر منه في شكل تعليقات وتقويمات عندما أدخل راوي الرواة إلى
حلبة السرد ليشوش على الراوي المطلق الذي يمثل المؤلف الضمني؛ لأن وجود راوي الرواة
هو تصحيح لكثير من حقائق الرواية وفضح لأسرار الذات وانطلاق لما هو مضمر ومخفي وبوح
بالحقيقة واعتراف بالصراحة
.
- ويحضر الخطاب المسرود الموضوعي في تقديم أسلوب
إخباري تقريري عن الشخوص والأحداث والفضاءات بطريقة توحي بالواقعية وتموه بصدق
المحكي.
-
لذا يعمد الراوي أو راوي الرواة إلى تبني السرد والنيابة عن الشخوص في نقل
الأجواء السردية:"
-
ويحضر كذلك الخطاب المعروض من خلال السرد
المشهدي والحوار وعرض كلام الشخصيات، وهي تتجادل وتبوح باعترافاتها وتدلي بشهاداتها
وتختلف في منظوراتها ومواقفها الإيديولوجية( مثل حوار الهادي مع الطايع).
-
ويحضر هذا
الخطاب الحواري كثيرا في المشاهد المسرحية والدرامية حيث الشخصيات تعبر عن وجهة
نظرها
.
-
ويتوسل الكاتب بالأسلوب المباشر لنقل آراء الشخصيات وأفكارها وعواطفها
وطروحاتها بدون أن يتدخل الكاتب لتشويه تصوراتها أو تغيير أفكارها
.
-
ويستند
الكاتب إلى الخطاب المسرود الذاتي موظفا المنولوج أو العرض التلقائي أو تيار الوعي
كما يوجد عند جيمس جويس وفيرجينيا وولف كافكا...لاستنطاق الذات مباشرة في صراعها مع
الموضوع عبر استدعاء الذاكرة والأوهام والأحلام ومن خلال التأمل الذاتي والتعبير
الشعوري واللاشعوريبحث عن الأم والزمن الضائع والانطواء على الذات للتلذذ بالغربة
المكانية والضياع الوجودي والثورة على الواقع الكائن إلى درجة اليأس والسأم
والعبثية( الهادي) أو الرجوع إلى الصواب والإيمان الرباني( الطايع
).
إن المنولوج
تعبير عن التمزق النفسي والذاتي والصراع الداخلي والمناجاة النفسية.
-
وقد أورد
الكاتب مقاطع كثيرة من الخطاب المسرود الذاتي ليخلق توازنا أسلوبيا وتعددا صوتيا
داخل روايته التجريبية
.
-
كما يلتجيء الكاتب إلى توظيف الخطاب المنقول عبر أسلوب غير مباشر حر
الذي يزاوج بين تقنيات الحوار وتقنيات السرد، إذ ينقل الراوي كلام الشخصية بطريقة
مباشرة أي " ينوب السارد عن الشخصية في التلفظ بخطابها، أو أن الشخصية تتكلم عبر
صوت السارد، وحينها يتدخل الصوتان
"
-
إذا، فهذا الأسلوب المزدوج يعكس حرية الكاتب
في نسج كلام الشخصية داخل كلام الراوي...
-
ويعني هذا اختفاء الراوي من عمله لنقل
مشاعر الشخصيات وحياتهم النفسية بدل ترجمتها بطريقة سردية غير مباشرة تفقد الكلام
نبرته التأثيرية والمشهدية
-
ويلاحظ أن الكاتب قد استعمل عدة أساليب للتعبير عن
اختلاف المنظورات وتعدد الأصوات وجدلية الداخل والخارج واحترام الصراع بين الراوي
والشخصيات بطريقة تعددية حوارية، وهذا ما تدعو غليه الرواية الحديثة التي ابتعدت عن
الصوت الواحد والموقف المنفرد:
-
وعلى مستوى لغة الرواية فهي لغة متنوعة إذ تجمع
بين لغة الفصيح ولغة العامة عبر التهجين والأسلبة والسخرية، كما أنها تستعين
بالفرنسية
رد مع الإقتباس