الموضوع
:
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
عرض مشاركة واحدة
03-12-2014, 09:23 AM
المشاركة
1112
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
تابع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 46- -لعبة النسيان
محمد برادة
المغرب
- تدور أحداث الرواية في فضائين متقابلين داخليا: فضاء
فاس وهو فضاء حميمي عريق في أصالته مرتبط بلالة الغالية، إثنوغرافي بعاداته
ومعماريته خاصة فاس القديمة بدروبها وسكانها وحيواناتها وحرفها مع التمدين الحداثي
في فاس الجديدة.
-
أسهب الكاتب في وصف فاس القديمة مستعرضا
قسماتها الفسيفسائية ومظاهرها البانورامية وأشكالها السياحية على طريقة عبد الكريم
غلاب في دفنا الماضي على عكس عز الدين التازي الذي اعتبرها مباءة وموت ونهاية
وجودية وعبثية.
- فإذا كان الكاتب قد ركز كثيرا على وصف فاس محاولا استرجاع ذكرياتها
وذكريات الأم، فإن الرباط لم يكن إلا فضاء عابرا؛ لأنه لا يؤشر سوى على الهروب
والتحول الرجولي.
- يزاوج الكاتب في نقله للفضاء بين الطريقة الكلاسيكية في الإسهاب
الوصفي الواقعي والطريقة التي تبنتها الرواية الجديدة في العبور السريع على المكان
للتركيز على الأشياء بدل الأفضية وما يمت بصلة إلى الإنسان
.
- وتخضر( الدار
الكبيرة) بفضائها العريق في الرواية لتبين الطابع الإنساني والعائلي الذي يملأ هذه
الدار بوجود لالة الغالية ولتحيل على فضاء الطيبوبة والأصالة على عكس الرباط التي
تحضر بفضاءات المقاهي والشوارع الحزينة ووجوه المستعمرين وقساوة الحياة والظروف
المادية الصعبة.
- ويغلب على هذه الفضاءات الطابع الحزين والروح الجنائزية وشبح الموت
بوفاة الأم.
- إن قارىء( لعبة النسيان) الذي ليس" من الضروري أن يكون قد عاش- يقول
أحمد اليابوري- أو تعرف مباشرة، على مثل تلك الدار الفاسية، يشعر بالوحشة خاصة
عندما يتتبع التفصيلات المتصلة بالأبواب الثلاثة التي يفضي بعضها إلى بعض، والتي
تذكرنا بنماذج من ( ألف ليلة وليلة) حيث لا يتم الوصول إلى الكنز إلا بعد اختراق عدد
من الأبواب والممرات والمتاهات.
- غير أن ما يحد من هذه الوحشة بل ويكاد يلغيها، هو
حضور الأم ( الكنز)، كعلامة إنسانية مشرقة دافئة وسط عالم الأشياء والأشكال، من هنا
طابعها الرمزي، بل والأسطوري من منظور دلالة الفضاء العتيق: في هذه الدار أشياء
كثيرة، لكن أهم ما فيها الأم
"
.
- يتخلل هذه الأفضية لونان بصريان هما: الأبيض
(
الوفاة/ الموت)، والسواد( الحياة بمتناقضاتها وصراعاتها السيزيفية)، إنها لعبة
الألوان " التي تمثل مجال الصراع الذي يعيشه البطل بين الماضي والحاضر، بين المثل
وإرغامات المعيش.
- وتلتقي نهاية هذه اللعبة على مستوى الألوان بنهاية اللعبة على
المستوى الروائي، في محاولة اقتناص اللحظة البدئية خارج ثنائية الأسود والبض،
الواقع والحلم
" .
- يلعب المكان دورا مهما على مستوى الذاكرة والحلم واسترجاع
الزمن الضائع واستعادة حضور الأم ووفاتها.
-
فاس هي المكان المحوري في الرواية؛
لأنها ترتبط بالمهد الأمومي
.
-
هذا ولقد اعتمدت لعبة النسيان في قسمها الأول
"
المرتبط بما قبيل الاستقلال، على الاستذكار الطفولي للمكان، لذلك بقي اتساعه محدودا
وأبعاده ضيقة
-
إن ما يميز الفضاءات في القسم الثاني من الرواية- قسم ما بعد
الاستقلال- هو تمزقها المادي وانعزالها عن بعضها البعض، بحيث تفقد المسافات الواصلة
بين الأجزاء المكانية.
-
هذا يعطي الانطباع بتشتت أحداث الرواية وبقفزات غير محسوبة
ولكن حين يدرك القارىء أن الفضاءات هنا هي ماديا فضاءات شكلية صورية غير مقصودة
لذاتها مباشرة أو ضمنيا، وحين يدرك أنها فضاءات اجتماعية ونفسية ووجدانية سواء في
رموزها المادية أو علاماتها، فنكاد نلمس تلك الأبعاد الاجتماعية والنفسية
والوجدانية بحواسنا دون أن نتأمل ونعمق التفكير كثيرا
..." .
-
وتبرز في الرواية
فضاءات علوية ( طبقات الدار الكبير)، وفضاءات سفلية، أو الفوق والتحت من خلال تواصل
عاطفي وإنساني.
رد مع الإقتباس