عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-2014, 11:28 AM
المشاركة 52
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الأستاذة مباركة

وتقولين " يا أخي ،إن الواقع يلفظ يوميا حقائقه على مسمع ومرأى منَا، فهل سنغض الطرف، ونتتبع خيطا من دخان، سرعان ما يتلاشى وميضه عند أول سؤال : هلباستطاعة أي عبقري فقد والده أن يرسم لوحة فنية ،"بورتريه" ؟

- الواقع والوقائع تشير إلى أن اليتم هو أهم العوامل التي تعمل على تنشيط الدماغ يليه السجن حتى أن فيلسوف فرنسي واسمه جان جينيه وهو نفسه يتيم الأب والأم وعاش طفولته في ملجأ ثم تشرد ودخل السجن قال عبارة مشهورة في اثر السجن على الانجاز الإبداعي حيث اعتبر "أن الوحي يسكن بين جدران السجن" .

- وفي جواب على هذا السؤال أقول أن المرور في تجربة اليتم تدفع الدماغ ليعمل بطاقة أعلى وهذه الطاقة هي التي تترجم إلى انجازات إبداعية وكلما ارتفع منسوبها كلما كانت المخرجات أكثر إبداعية... ويمكن أن تصل حدود العبقرية ..

- أما المجال لهذه العبقرية فيحدده أمران أساسيان الأول وهو الأهم هو توقيت وقوع اليتم حيث يبدو بأن التوقيت يؤثر على قطاعات مختلفة من الدماغ وهذا الذي يحدد المجال ولذلك نظرية تفسرة اسميتها نظرية اركان الدماغ..أما العامل الثاني فهو البيئة والخبرة المكتسبةthe exposure وهي التي تساهم في تحديد المجال وتعزيز مجال دون الاخر.

- لكننا نجد أن العبقري اليتيم وإن أبدع وتميز في مجال معين يظل لديه القدرة والامكانية على أن يبدع في مجالات أخرى...فالقائد الفذ مثلا يكون شاعر وخطيب وفنان وهكذا...والاكثر يتما يكون دائما مبدع في اكثر من مجال ويتمكن من توليد ابداعات اصيلية لم يسبقه لها احد.

وتقولين " ثم من قال أنالعبقرية تنحصر في العلوم التجريبية والآداب والفنون فحسب ؟ فهناك البنَاءالعبقري ،والطبَاخ العبقري ،والميكانيكي العبقري....الخ ولولا أن الله سبحانهيلقي بنور المواهب في صدور عباده ، لظَل الأحياء ، يسيرون على درب الجهالة الدائمة،وفي شتى الميادين.
الموهبة، زائد الإحساس بالمسؤولية، يساويمبدع عبقري ...هذا ما استخلصته من خلال تجربتي المتواضعة في الحياة. وشكرالك".

- طبعا العبقرية موجودة في كل المجالات لكن يمكننا ملاحظتها في الأشكال الفنية والأدبية تحدديا بصورة أوضح من أي مجال آخر لكن هناك أيضا القائد الفذ وهناك العالم والفلكي وهناك الصانع والمكتشف وهناك المخترع وهناك إبداع استثنائي في كل المجالات المهنية والحرفية المهم أن يكون للانجاز العبقري سمة الخلود حتى تتم ملاحظته.

- لا جدال في أن الله سبحانه وتعالى خالق كل شيء وهو خالق جهاز الدماغ الذي فيه من الإعجاز ما يذهل... وهذا الجهاز هو الذي يملك الاستعداد الطبيعي لتوليد المخرجات الإبداعية على اختلاف أشكالها ولكن كيف يتم ذلك هو الذي ما يزال أمرا مجهولا وتقدم فيه اجتهادات ومنها نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية التي اسميتها النظرية البوزيترونية..

- فجهاز الدماغ ما يزال كون مجهول وطريقة عمله لم يعرف عنها العلماء إلا القليل ولذلك تكثر النظريات التي تحاول تقديم تفسير للطريقة التي تولد فيها النصوص والمخرجات الإبداعية...فالصدور ليس لها دخل في العملية الإبداعية.

- هذا الجهاز ( الدماغ ) يأتي وهو يحمل في ثناياه الاستعداد الطبيعي لتوليد مخرجات عبقرية... ولتبسيط العملية التي يعمل فيها هذا الجهاز؟ وكيف أن بعضها يصبح قادر على توليد مثل هذه المخرجات العبقرية دعينا نشبه جهاز الدماغ بماتور ( أداة أو آلة وهي تعمل بمبدأ الطاقة ) وهذه الآلة في وضعها الطبيعي تعمل بقوة 5 حصان مثلا ولكنها تمتلك الإمكانية لتعمل بقوة 10 حصان و100 حصان وألف حصان والى ما لا نهاية..

- الان الذي يجعل هذه الالة تعمل بقوة اكبر هي الظروف ...والخبرات والتجارب والتعليم وما إلى ذلك هي العوامل التي تدفع هذا الجهاز أن يعمل بقوة أعلى...

- وكلما اشتدت هذه الظروف صعوبة وأصبحت أكثر مأساوية وألم كلما عمل هذا الجهاز بقوة أعلى وأصبح قادر على توليد مخرجات من مستوى إبداعي أعلى ويكون اليتم هو العامل الأهم في دفع هذه الآلة لتعمل بأعلى قوة واعلى طاقة فتكون المخرجات الإبداعية الأكثر عبقرية اي ابداع من المستويات العليا، كنتيجة لمرور صاحب هذا الجهاز في التجارب المأساوية...

- وقد اتضح من خلال الدراسات التي اجريتها بأن تكرار المآسي عنصر مهم في زيادة قدرة هذه الآلة على الأداء العبقري.. كما أن توقيت وقوع هذه المآسي له دوره المهم في دفع هذه الماكينة لتعمل بقوة أعلى فتكون المخرجات الإبداعية في أعلى وزن وقيمة من ناحية عبقريتها لمخرجات الأيتام قبل الولادة.

- هناك مثل انجليزي يقول diamonds are made under pressure أي أن الألماس يصنع تحت الضغط والحرارة وتكون الالماسه أكثر نقاء كلما عرضت لحرارة وضغط أعلى ...وهكذا هي المخرجات الإبداعية...ولذلك نجد ان لا مثيل لمخرجات عقل المتنبي او ادجر الن بو ...

- فالعبقرية لا موهبة ولا إحساس بالمسؤولية.. بل أن المبدع العبقري هو إنسان جعلت المآسي والمصائب والآلام دماغه الذي يمتلك الامكانية يعمل بقوة عالية جدا فجاءت المخرجات الإبداعية في أعلى وزن وقيمة ...والذي تم تسميته اصطلاحا بالعبقرية...

-والاحساس بالمسؤولية هو احد مظاهر وجود وفرة في طاقة الدماغ وبالتالي المآسي في الطفولة وليس العكس.

اشكرك على هذه الاسلة المهمة...