عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-2014, 06:03 AM
المشاركة 15
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي


الأستاذة نزهة الفلاح

أولا لك جزيل الشكر على تنشيطك الدائم لهذا المنبر الذي تعتريه وحشة ما ، فيكاد فضوله يضاهي فضول البطلة في البحث عن أحبة منعتهم ظروفهم السكن في رحابه ، والتلاوة من معينه ، والرسم على جدرانه البيضاء ، أحس أنه يريد أن تخترقه تلك الكلمات التي تجعل عوالمه تزداد اتساعا و تستضيف هؤلاء الأشخاص الذين يزخرفون تجاربه بملاحمهم الزاهية ، رأيته يكاد يقوم لذاته ليضيف إلى حسابه القديم وجوها جديدة تحيي رغبة التفاعل و التدافع الشريف سعيا للتزين بأثواب إبداعية جديدة ، و هذه دعوة صادقة منه لكل الغيورين على الأدب للتبرك برحابه و غرس شتائل القصة في بساتينه ، و زرع بذور المسرح في حدائقه ، و رش عطور الرواية في روضاته .

الأستاذة نزهة الفلاح
نص ثري بما يحمله من صعوبة الشعور بالغربة .
فالبطلة هنا هادئة ساكنة ، وهو مجهود جبار لكبح الطبيعة التواصلية للإنسان ، وفي نفس الوقت تضخيم للفضول ليس في موضعه السليم طبعا فحياتها الاجتماعية شبه محدودة ، فالويب ملاذ لها لتفجير ذلك الفضول المتزايد في دواخلها الذي لم يجد مكانا للتصريف .
الغريب في القصة هو أن لا تستطيع البطلة التحدث إلى زميلها بدون تلك الواسطة بينهما ، وهو ذلك العالم الافتراضي الذي يمنح الشخص صورة مزيفة عن نفسه ، و عن معارفه . فالفضول هنا مستثمر بشكل سلبي لن يزيد الشخص أكثر من التقوقع على الذات كما حال البطلة التي ترسخ في ذهنها الأخر العدو ، الآخر المضر ، فهي من ناحية تعطي لنفسها الحق في سبر أغوار الناس دون أن تكون مستعدة لللبوح عن نفسها .
بالنسبة للذي كاد يخترق مشاعرها فهو تجسيد لمخاوفها منذ البداية عن الحياة ، و سبب لانغلاقها ، فهذا الشخص وضع أصبعه على حساسيتها تجاه الآخر ، هو فعلا لم يستطع اختراق مشاعرها كما ظنت لأنها محصنة بشكل كبير ضد الاختراق ، بل حتى ضد التفاعل ، لكن تلك الدمعة تدل في الوقت ذاته عن شعورها بالغبن ، ليس لأنها فقط تعرضت لشبه هزيمة ، بل لأنها أصلا لم تستطع ردع ذلك السلوك " التحرش" ، ليس فقط لأنها لم توبخه على فعلته ، فالقلق في حد ذاته هو عدم قدرة على التواصل ، بل لأنها لم تستطع التفاعل و ذلك بامتصاص الصدمة ، وتكوين مضادات ضد الاستفزاز الذي يسببه التحرش بالأنثى .

في النص العديد من العبر كما تفضلت بشرحها . لكن حالة البطلة و حتى البطل فيها الكثير من النقاط المستوجة لإضاءات نفسية .

كل التقدير والاحترام أستاذة نزهة الفلاح .


أستاذي الفاضل ياسر علي حياك الله
هذا من واجبي، وكل منا يرمي البذرة ويتقن الأسباب والله هو مجري الأسباب
أما عن القصة فهي فعلا مليئة بالتناقضات النفسية، حاولت تسليط الضوء على بعض الجوانب الاقتحامية ونقل نفسية الشخصية على لسانها
هي فتح للشهية لفكرة لازالت تختمر، اللهم يسر يارب
بارك الله فيك وأكرمك