عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2014, 04:02 AM
المشاركة 13
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


الأستاذة نزهة الفلاح

أولا لك جزيل الشكر على تنشيطك الدائم لهذا المنبر الذي تعتريه وحشة ما ، فيكاد فضوله يضاهي فضول البطلة في البحث عن أحبة منعتهم ظروفهم السكن في رحابه ، والتلاوة من معينه ، والرسم على جدرانه البيضاء ، أحس أنه يريد أن تخترقه تلك الكلمات التي تجعل عوالمه تزداد اتساعا و تستضيف هؤلاء الأشخاص الذين يزخرفون تجاربه بملاحمهم الزاهية ، رأيته يكاد يقوم لذاته ليضيف إلى حسابه القديم وجوها جديدة تحيي رغبة التفاعل و التدافع الشريف سعيا للتزين بأثواب إبداعية جديدة ، و هذه دعوة صادقة منه لكل الغيورين على الأدب للتبرك برحابه و غرس شتائل القصة في بساتينه ، و زرع بذور المسرح في حدائقه ، و رش عطور الرواية في روضاته .

الأستاذة نزهة الفلاح
نص ثري بما يحمله من صعوبة الشعور بالغربة .
فالبطلة هنا هادئة ساكنة ، وهو مجهود جبار لكبح الطبيعة التواصلية للإنسان ، وفي نفس الوقت تضخيم للفضول ليس في موضعه السليم طبعا فحياتها الاجتماعية شبه محدودة ، فالويب ملاذ لها لتفجير ذلك الفضول المتزايد في دواخلها الذي لم يجد مكانا للتصريف .
الغريب في القصة هو أن لا تستطيع البطلة التحدث إلى زميلها بدون تلك الواسطة بينهما ، وهو ذلك العالم الافتراضي الذي يمنح الشخص صورة مزيفة عن نفسه ، و عن معارفه . فالفضول هنا مستثمر بشكل سلبي لن يزيد الشخص أكثر من التقوقع على الذات كما حال البطلة التي ترسخ في ذهنها الأخر العدو ، الآخر المضر ، فهي من ناحية تعطي لنفسها الحق في سبر أغوار الناس دون أن تكون مستعدة لللبوح عن نفسها .
بالنسبة للذي كاد يخترق مشاعرها فهو تجسيد لمخاوفها منذ البداية عن الحياة ، و سبب لانغلاقها ، فهذا الشخص وضع أصبعه على حساسيتها تجاه الآخر ، هو فعلا لم يستطع اختراق مشاعرها كما ظنت لأنها محصنة بشكل كبير ضد الاختراق ، بل حتى ضد التفاعل ، لكن تلك الدمعة تدل في الوقت ذاته عن شعورها بالغبن ، ليس لأنها فقط تعرضت لشبه هزيمة ، بل لأنها أصلا لم تستطع ردع ذلك السلوك " التحرش" ، ليس فقط لأنها لم توبخه على فعلته ، فالقلق في حد ذاته هو عدم قدرة على التواصل ، بل لأنها لم تستطع التفاعل و ذلك بامتصاص الصدمة ، وتكوين مضادات ضد الاستفزاز الذي يسببه التحرش بالأنثى .

في النص العديد من العبر كما تفضلت بشرحها . لكن حالة البطلة و حتى البطل فيها الكثير من النقاط المستوجة لإضاءات نفسية .

كل التقدير والاحترام أستاذة نزهة الفلاح .