عرض مشاركة واحدة
قديم 02-06-2014, 01:18 PM
المشاركة 88
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نداء غريب
هي نداء بنت غريب بن صبري الحلفاوي ، المولودة في عام 1976 م ، و تحمل الإجازة الجامعية في اللغة الانجليزية ، أديبة و شاعرة سورية و هي لاجئة سورية في مدينة الرمثا الأردنية بسبب اندلاع الثورة السنية المباركة بسوريا اليوم.متزوجة و لها ثلاثة أولاد ابن و بنتان .
ألتقيت بقلمها في منتديات رابطة الواحة الثقافية حيث يكتب نخبة الأقلام العربية ، تكتب الشعر و القصة القصيرة من أعمالها :
الشعر :

يا شام سلام

يا شام سلاما لسهولكِ ....
للمرجة للشعب الأعرقْ ...
للساحل والنهر وبيتي المهجورِ
ونارنجةِ جدّي
والفلّ بحارتنا يعبقْ
تغرقني أحزانُ لجوئي ...
ألمي ...
غربةُ قلبي ...
صمتي
ودموعي بدموعي تشرقْ
ووفاءً لترابكِ يقضي أحبابي شهداءَ
ويمضي موكبُ صبري
في سيلِ دماءٍ يهدرها ...
من كنتُ أظنهمُ أهلي ...
في وهمِ وفاءٍ لزعيمٍ
مختلٍ
مجنونٍ
أخرقْ
أوفاءً يا شامُ سفيهٌ يهدرُ مجدكِ ؟
يحرقُ أرضكِ ؟
يسلبكِ الأخضرَ والأزرقْ ؟
لم يفلتْ من سطوةِ مجنونِ السلطةِ يا وطني ...
حجرٌ أو شجرٌ أو بحرٌ حرٌ
لم يفلتْ طفلٌ أو شيخٌ
لم يفلتْ في الرقعةِ بيدقْ
وسقطنا في جبِّ الغربةِ والذلِّ وهمِّ التشريدِ
ونهواكِ ونحياكِ وفاءً
يا شامُ ونبكيكِ سخاءً
ولأجلكِ يا فخرَ الأمَّةِ
نحكي الشعرَ ونهوى الفكرَ
ونستجمعُ ألوانَ الصبرِ
وها قد ضاعتْ أوراقي
والشعرُ تبعثرَ يا صحبُ
ولم يسعفني الحرفُ لأحكي
شعرًا بوفائي يا شامُ
ولم يسعفني الحرفُ لأحكي ..
عن قسوةِ عيشي بالمفرقْ


****
عربدوا في حصن طهرك

الشام سيدة البلاد وفخرها
مهد الشموخ الحرّة الفيحاء

نحن الذين بما تئن رمى بها
لا ينفع المتخاذلين بكاء

يا شام بالله استري عوراتنا
ضاع الوفاء ولم يعزك وفاء

لكنها آذاننا مرهونة
لمن ابتلوك وما أصابك شاؤوا

يا شام ردي جمعنا الباكي فما
يرضي إباءك في البلاء عزاء

كلا ولا يحمى بهاءك من على
درب الدموع مضى اعتراه بلاء

عرّوك يا رمز الطهارة عربدوا
في حصن طهرك ما يفيد رثاء

وانهارت الآمال بالأمن الذي
نصْبو إليه وعمت الأنواء

والموت بات خيارنا يا شام إذ
فارت لثارات الوفاء دماء



***
ثور بساقية
سأفر يوما من جحيم هواني
سأعيدني لمراكبي وأماني

سأفك أصفاد الإماء ولن ترى
في معصمي قيدا يهدّ كياني

قلبي الذي يرعاك منذ أسرته
ما عاد قلبي، والجوى أعماني

ومراكبي لشواطئي .. أحرقتها
والموج عاتٍ بالهوى أضناني

ثور بساقية يدور ولا يرى
غير المدار بواسع البستان

وتريده ثورا سعيدا بالذي
أمّلته من فسحة وجنان

لكنه -تعسا له-متطاول
لا يرعوي، ويزيد في النكران

الظلم يا مولاي يفتك بالمنى
والجوْر يصنع أعند الفرسان


النثر:
ما لا عين رأت


لؤلؤة وبعض صدف
هي كل ما تحمل محفظتي مما جمعت في رحلتي المميتة تلكَ في أعماق الوهم
أتذكرُ يوم كنتُ ألملم القطع الصغيرة تذكارا، وأنت تحثني على الغوص أكثر

- "لا تكترثي بهذه الأشياء الصغيرة
لكِ عندي ما لا عين رأت ولا أذن سمعت .."

وصدَقت ...
هو ما لا عين رأت ولا أذن سمعت
هناك في تلك الأعماق السحيقة كوجعي
رأيت الظلام الذي لم أتخيل يوما أن يختفي خلف عينيك الباسمتين
رأيت الموت يتربص بكل قيمة جميلة حملتُها يوما

خبأت عينيَ التي فقأتَها لؤلؤة تذكّرني بغدرك
وجعلت من قشور حكاياك المستهلكة صدفا أداري به عودتي خاوية اليدين

ترى ...
هل اكتفيت


***
صحوة

فقد الكون كل معاني الأمان
رقاص الساعة الصغيرة فوق باب الصالة يتمايل بحزن كأنما يداري عنّي دمعته إذ يرثيني
ومواء القطة المذعورة التي أدخلتها لتوي لتهرب من برد الشتاء ينتزع القلب من مكانه
وينزع عن عينيّ نظارة وهميَ السوداء لأقف أخيرا في مواجهة قلبي على ضفة السراب
أصم أذني عن أنين الهواء خلف النافذة يزلزل قدرتي على مقاومة إيماني بحاجته للاختباء في كهف أمانيّ من صقيع الحقيقة خارج حلمي

ما أكثر الخائفين في عالم وصل فيه برد الشتاء للقلوب فأمرضها وللضمائر فجّمدها
تحسست الجرح الغائر في خاصرتي
وأقسمت أن لا أخرج لشتائك القارص ثانية مهما دعوتني
وأعلنت أوردتي ملجأ للمألومين

الآن أقوم
وقد تلطخت بالحزن حروف البوح
وأوشك أن أنتهي من رحلة عذابي على دروب القهر التي ألزمتني
وأن انتزع نابك من جسدي
لأنتهي للأبد من ألم هذا المخاض
علّ الشمس تشرق عندها
وعلّي أستعيد قدرتي على رؤية نجوم السماء ليلا

أحائر أنت في جنوني؟
لا تستغرب حبيبي
فللغدر رائحة تفوح
وللظم بصمة تلوّن بالسواد فضاء الروح



أخيرا: و كعادة الفتيات كانت تكتب قبل الواحة في مواقع مختلفة باسماء وهمية.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا