الموضوع: الإسلام والعقل
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-06-2014, 10:06 AM
المشاركة 10
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الأستاذ إيهاب الشباطات

وتقول ضمن مداخلتك بأن التصورات المسبقة يمكن أن تجعل الإنسان نصراني أو مجوسي ولكن ذلك لا ينطبق على الإسلام وتقدم أدله على ذلك ومنها:

.2" توافق عقيدة الإسلام مع الإدراك بعيداً عن التصورات المسبقة والبرمجة البيئية ...فلوعزلت إنساناً منذ ولادته عن إي بيئة بشرية في جزيرة معزولة مثلاً-كحال صاحبنا حي بنيقظان لابن طفيل- وبدأ هذا الإنسان يكبر ويتساءل عن وجوده وسبب خلقه وينظر فيالمصنوعات من حوله في البحار والأشجار والسماء والنجوم .... فلن يتوصل إلى أن هذهبلا موجد وأنها نتجت من العدم كما يجادل الملحدون عبر استنتاجاتٍ ارتبطت أصلاًبتصوراتٍ مسبقة من البيئات البشرية ولن يتوصل إلى الهندوسية مثلاً بتعقيداتها -يقولنائب رئيس الهند سارفيبالى راداكريشنان " إن الهندوسية لا يمكن تعريفها ، يمكن فقطاختبارها"- , ولن يتوصل إلى معتقد الكاثوليكية وما يشمله من النزول والتجسدوالتضحية والصلب وقدسية الصليب مهما تفكر , ولن ولن ..... لن يصل إلا أن هنالكموجداً عظيماً واحداً وراء هذا ثم سيبدأ بالتساؤل عن سبب خلقه ثم سيغرق مرةً أخرىبالتفكر والتدبر... وسيبدأ بالتساؤل عن كيفية شكر هذا الخالق , وهذا هو الإسلام . وكلدعوات الرسل من قبله إلى التوحيد ! قال تعالى : "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَمِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَافَاعْبُدُونِ " , كان زيد بن عمرو بن نفيل قبل الإسلام قد رفض كل التصورات المسبقةالوثنية –وحساب أهل الفترة الذين لم يبلغهم الرسل على الله – وكان يقول "اللهم إنيلو أعلم أحب الوجوه إليك عبدتك به , ولكني لا أعلم".

- ماذا يعني أن عقيدة الإسلام تتوافق مع الإدراك من الناحية العقلية أو السيكولوجية؟

- هل تقصد أن الإنسان يولد مسلما دون أن يتعلم مبادئ وتعليمات الإسلام؟

- هل تتصور إن الإنسان يدرك خطورة الحية مثلا أو العقرب لولا انه تعلم هذه الخطورة من محيطه؟ وهذا يعني أن الإدراك مرتبط بالتعلم حتما لما تسميه أنت بالتصورات المسبقة؟ حيث تنطبع صورة الأشياء وما يرتبط بها في ذاكرتنا من خلال الارتباط الشرطي في عملية التعليم..فنجد الناس تعلم الطفل مثلا أن النار خطر، وان الكهرباء خطر وتكرر ذلك وأحيانا لا يحدث الإدراك إلا من خلال التجربة الشخصية فلمس النار والشعور بالألم كفيل بان يوصل الطفل إلى إدراك خطر النار!

- ولماذا تفترض أن حي بن يقظان أدرك الإسلام بعيدا عن التصورات المسبقة؟

- لو افترضنا أن ابن طفيل كاتب قصة "حي بن يقظان" كان وثنيا أو هندوسيا أو بوذيا فهل تراه كان يجعل بطل روايته يتوصل إلى الإدراك على الطريقة الإسلامية؟

- أم أن حي بن يقظان توصل إلى ما توصل إليه لان ابن طفيل صانع هذه الشخصية أراد أن يجسد أفكاره هو وتصوراته المسبقة هو بشخصية بطل روايته الذي اسماه حي بن يقظان؟ أي أن رواية حي بن يقظان هي من أدب ما يسمى بالسيرة الذاتية وبطلها ما هو إلا المؤلف نفسه وهو يحكي لنا قصة مع الإدراك وكيف توصل إلى التوحيد على الطريقة الإسلامية لأنه تعلم على الطريقة الإسلامية؟

- ألا ترى بأن الإدراك عند حي يبن يقظان قفز من الصفر إلى الأيمان على الطريقة الإسلامية ولكن الواقع والقصص ألقرآني خاصة قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام يؤكد أن العقل يمر برحلة طويلة وبطيئة ومتدرجة من الوعي حتى يصل إلى الإدراك الشامل؟ ولو كان ابن طفيل واقعي وتمكن من فصل نفسه عن تصوراته المسبقة لجعل حي بين يقظان يصلي لقوى الطبيعة حوله أولا ثم ينتقل إلى النجوم والقمر والشمس ثم يؤمن بأن خالق كل هذه الأشياء هو الله سبحانه وتعالى؟

- هل ترى بأن الإسلام وليد العقل أي انه مجموعة أفكار توصل لها عقل الإنسان واستنتجها أم انه رسالة السماء – النقل -؟

- هل يمكن أن يتوصل عقل الإنسان من خلال التفكير والتدبر فقط إلى درجة من الإدراك مساوية لتلك التي تؤديها رسالة النقل؟ وإذا كان ذلك ممكنا فما الحاجة إلى رسائل السماء أصلا؟