الموضوع
:
عفوا... مشاعرك تم اختراقها
عرض مشاركة واحدة
02-06-2014, 05:41 AM
المشاركة
11
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
تاريخ الإنضمام :
Oct 2013
رقم العضوية :
12445
المشاركات:
267
أ-
ب مشاعر مخترقة
الحلقة الخامسة:
تساءلت من يا ترى؟ وجال في فكري احتمال مشوش فقطعت الشك باليقين وضغطت الزر الأخضر..
فإذا به المهندس زميلي الذي أكد انعزالي فخسر كلامي وإلحاح فضولي..
استغربت من فعله هذا، فأجبته بلهجة جافة وباقتضاب شديد..
انتهى الاتصال في ثوان معدودة..
وظننت أني تخلصت من الكلام معه، وانتابني حنين لمرحلة ما قبل الكلام معه، وأعيش داخلي كعادتي منذ نعومة أظافري..
بعد ثلاثة أيام، زرت صفحتي صباحا كعادتي، فوجدت رسالة طويلة من زميلي الصامت، رسالة طويلة على غير عادته، وكأنه يفرغ فيها كلامه الذي ادخره لشهور..
باح بما يخالج صدره، من ضيقه من زوجته وعدم فهمها له، وتكبرها عليه واستغلالها لطيبته، وكومات من الشكاوى صورتها لي كأنها حيزبون الساحرة الشريرة في عالم الرسوم المتحركة..
تساءلت بقوة: ما سبب هذا البوح المفاجئ الغريب والأسطوري، وكأن أبو الهول تخلى عن صمته أخيرا وتعطف وتلطف بالصارخين حوله..
احترت كيف أرد على رسالته، فتركتها غير مقروءة حتى أجد ردا مناسبا..
ورقص فضولي بأول نصر له، وكأنه يشيد مسيرة إنجازات عظيمة للبشرية..
كان قلبي يدغدغه شعور، يعرفه جيدا لكن مبادئي تستنكره، وفكري يتبرأ منه، ونفسي تحفر له في المشاعر مكانا خاصا..
نفضت خاطري الذي ينبهني بين الفينة والأخرى للشعور الوارد..
وقمت إلى عملي لأغطس فيه وأنسى المشاعر ونغزاتها..
أسبوع مضى وأنا لا أجد جوابا على رسالة زميلي..
التردد يتملكني والخوف من فهمي خطأ يعيقني، واستفزازه السابق لي لازال يجرحني..
تهت بين أمواج مشاعري المتصاعدة.. فآثرت الصمت حتى تهدأ على شاطئ الزمن..
خرجت من عملي في آخر الأسبوع وأنا متعبة أحن إلى الراحة وفكري تشتت بكثرة أكواد البرمجة وضغط العمل..
اعترض طريقي زميلي، وعاتبني على عدم ردي على رسالته، فأخبرته أني منشغلة جدا، ولم أجد ما أرد به..
شكرني وانصرف وشعرت أنه لن يكلمني ثانية وأنه غضب مني..
وبما أني لا أحب أن أغضب أحد، اهتز داخلي، وكدت أن أناديه لأعتذر له..
لكني تراجعت مرجئة كل شيء إلى ما بعد راحتي..
عدت إلى عملي من جديد بعد الأجازة الأسبوعية، فتحت المسنجر كعادتي كل يوم، فوجدت إضافة جديدة من شخص يسمي نفسه الصديق الوفي..
قبلت الإضافة، وكل شيء على ما يرام، والهدوء مستفز لجديد غائب، وروتين حياتي الممل الذي أصبح يضيق له أفقي وتختنق أمامه طموحاتي..
لم ألبث طويلا حتى بدأ جديد كلفني غاليا..
يتبع بأمر الله
بقلم: نزهة الفلاح
رد مع الإقتباس