الموضوع: عدم التوفيق
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-23-2014, 02:14 PM
المشاركة 4
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم و رحمة الله

لماذا يعاكسني حظي ؟

الحظ هو التوفيق ، و الوصول إلى النتيجة المرغوبة ، فالإنسان من يصنع حظه في آخر المطاف ، فالحظ في الغالب هو عملية بناء و قبل البناء هناك استعداد . فلا يمكن أن تبني بدون استعداد و هو ذلك الشعور بالإقدام والارتياح في اقتحام مجال معين ، لا أعتقد أن الخوف يفارقنا تماما و نحن نأتي على فعل ، فالإنسان إنسان على كل حال و يحمل جميع مقومات النجاح ، بقدرما يحمل جميع عقد الفشل و الفرق بالتالي هو طغيان جانب على جانب آخر وفق خبرات الفرد .

إذن قبل كل شيء وجب التأكد من أن الإنسان غير موفق فعلا ، إذ أحيانا تخدعنا النفس و نحس بعدم أهليتنا أو أننا فاشلون فقط لتغليب عقد الفشل بالقوة وليس بالفعل نتيجة ظرف ما أو لتعميم حالة من الفشل على باقي المواقف . و نستعين في تعرف حالة عدم التوفيق في خلاصة آراء المحيط علينا ، فأحيانا لا يمكن تقييم أنفسنا ونحن نعيش حالة إحباط ، فالآخر مرآة لنا ، و يمكنه أن يؤكد حالتنا ، انطلاقا من أقواله أو تصرفاته .
لو نظر الإنسان نظرة إلى محيطه ، لا ستكشف أن الناجحين حوله بمختلف معايير النجاح ، لا يفوتونه يشيء مميز ، فأين المشكل أذن ؟ الناجح يمتلك آلية التوظيف الأمثل لقدراته لا أكثر ، فلو صاحبت إنسانا ناجحا ، تجده مجرد إنسان بعيوبه الكثيرة لكنه استثمر ما يملكه من قدرات في مجال معين وأعطته كاريزما تحول دون ظهور عيوبه . ما أريد الوصول إليه أن عدل الله مطلق وهنا تأتي ضرورة الإيمان التي أشار إليها السادة الأساتذة ، فالله أودع في كل إنسان قدرات معينة تجعله قادرا على المنافسة .

عندما تتأكد أنك غير موفق فعلا فالأمر يتعلق :

1 ـ عدم وضوح الرؤية : وهي حالة من التخبط وعدم القدرة على الاختيار وهي ناجمة بالأساس عن تراكم سلسلة من الأخطاء جعلت شخصية الإنسان تهتز فيها الثقة بالنفس .
2 ـ أنانية مفرطة : و هي درجة من الغرور تصل بالفرد إلى جعل نفسه لا يثيرها ما يقوم به الآخرون ، فيعيش على انتقاد الغير دون الانخراط في الفعل بل يجد لنفسه المتعالية المكان المرموق الذي يبتغيه لها .
3 ـ العجز : وهي المرحلة التي يحتاج فيها الفرد دعامة نفسية لاسترداد نشاطه ، وهي مرحلة فقدان التوازن النفسي والقيام بسلوكات غير سليمة .

أظن أن الحالة الأولى هي الأكثر انتشارا وغالبا ما تكون مرحليه في عمر الإنسان ، وهي مرحلة فراغ يحس بها في الغالب الطالب قبل الاندماج في عالم الشغل ، سواء توفق في دراسته و لم يجد عملا أو فشل في الظفر بشهادة ولم يوفق في إيجاد عمل يليق به . كما يحس بها حديثي العهد بالزواج والانتقال إلى عالم المسؤولية و كذا تحدث حين يفقد الإنسان معيلا معينا . أو مورد الرزق . المهم أنها تأتي حين يصدم الشخص بمسؤولية إضافية .
الأخطاء هنا تتجلى في قصور رؤية الفرد للحياة ، فكان يظن الحياة هي ما يمارسه فقط ، دراسة ، عمل معين ، عزوبة ، وجود المعيل . يعني أن هناك تغييب كامل للاحتمالات المستقبلية والتركيز على شيء واحد . إذن فهذه الحالة ناتجة بالأساس في حالة انغلاق عاشها الفرد .
وهنا يجب فتح الآفاق أمام النفس و البحث عن الحلول خارج الإطار المألوف ، سواء المكاني منه أو التوقعي ، فعلى الفرد أن لا يزيد من تقوقع ذاته وانكفائها ، بل وجب إطلاق سراح النفس والآمال ، ومن الحلول الممكنة ، تجنب الخلوة مع النفس كثيرا و الانفتاح على المحيط " سفر ، زيارة الأقارب ، زيارة الأصدقاء ، تفعيل الهواية " لأن الحلول تأتي من تلك التفاعلات التي سيقوم بها الفرد وهي التي ستفتح عقله على عوالم جديدة ما كان سابقا يعيرها الاهتمام اللازم .
بذلك الانفتاح تستطيع العثور على ذاتك من جديد و تبني ثقتك بنفسك و تقبل على الفعل .

وشكرا .