الموضوع: عدم التوفيق
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-23-2014, 08:11 AM
المشاركة 2
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الذي يشعر بعدم التوفيق في حياته ؟؟؟ مذا يجب عله ان يفعل ؟؟ ولماذا ابتلي بهذا الشيء؟؟

هذا يتوقف أولا على معرفة نوع عدم التوفيق ..
فالذى يشعر بهذا الأمر عليه أن يسأل نفسه أولا ..
هل تشعر بعدم التوفيق فى أمور الدنيا من عمل ومتاع وأولاد وطموحات شخصية و .... الخ
أو أنك تشعر بعدم التوفيق فى أمور الدين من حيث العلاقة مع الله عز وجل ..
والإثنان يترابطان بشكل كبير ..
فالغالبية العظمى التى تشعر بالفشل أو الإحباط فى أمور الدنيا تنظر للأمور بمنظار يجب ألا ينظر به المسلم , فالمسلم صحيح العقيدة يؤمن بأن الله أوجب عليه الفعل ولكنه سبحانه احتفظ لنفسه بحق التوفيق من عدمه ..
وهذا ما تعبر عنه الحكمة الجميلة ( على المرء أن يسعى وليس عليه إدراك النجاح )
فإن قلت أنك تفعل ما بوسعك لتحقيق النجاح ولكن لا تدركه
فهذا ضعف شديد فى الإيمان , ينبع من أمرين
أولهما : إما أنك لم تؤد واجبك المطلوب وعندئذ فالفشل مصير طبيعى وليس لك الحق فى شعورك بعدم التوفيق لأنك لم تؤد ما عليك
وثانيهما : أنك بذلت جهدك وما بوسعك والتمست الأسباب ولكن جاء النتيجة مخالفة لما هو متوقع من التوفيق , فهنا أيضا ليس عليك أن تشعر بعدم التوفيق لأن الأمر عندئذ حتما متعلق بمشيئة وإرادة الله سبحانه الذى وفقك بالفعل لتحقيق الأسباب ولكنه لم يحقق النتيجة لمشيئته سبحانه وهو الذى يعلم السر والغيب ,
وهنا ينبغي عليك الحمد والشكر والثقة التامة بأن اختيار الله لك هو الأفضل ..

وربما لو جاءت النتيجة كما تمنيتها أنت لحاقت بك بسببها كارثة لا يعلمها إلا الله , وهذا هو عين المقصود من الآية الكريمة ( وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم )
فعليك بالتوكل الصحيح السليم والذى إذا عمل به أى مسلم ضمن لنفسه أن تكون كل حياته نجاحا تلو نجاح ..
لأن حياة المتوكل على الله المعتقد بحسن مشيئته لا تعرف الفشل ..
فإما أن يسعى المرء فى عمل يظنه خيرا فيوفقه الله إليه ..
وإما أن يبتليك به الله وتظن به الشر فاعلم أنه خير حتما لكنك لا تعرف
والأمثلة على ذلك من تجارب الآخرين أكبر من أن يسعها الحصر

أما إن كان الشعور بعدم التوفيق خاص بأمور الدين فهذا أيضا خلل فى الإيمان ولكنه خلل أكبر من سابقه وأشد تأثيرا
لأنه لن يتحقق إلا إذا شككت فى أن الله يتقبل أعمالك أو ظننت أنه لن يوفقك للخير أو حسبت أن أعمالك وطاعتك ودعاءك غير مستجاب
وهذا الشعور من الشيطان نعوذ بالله منه
لأن الله عز وجل أعلى وأعز وأكرم من أن يرفض من مد يده بالطاعة إليه وهو مخلص لنيته فى العبادة
فعليك عندئذ أن تصحح نيتك وأن تظن بربك خيرا وهذا ما يدعونا إليه الحديث الشريف القدسي الذى يقول الله عز وجل ( أن عند ظن عبدى بي )
فظنوا بربكم خيرا حتى تجدوه ..