عرض مشاركة واحدة
قديم 01-22-2014, 09:32 PM
المشاركة 84
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حسن الشَّرَفي

هو ( حسن عبد الله علي الشَّرَفي شاعرُ وأديبٌ من اليمن ، يعد من أهم القامات الشعرية اليمنية في القرن العشرين، تميز بغزارة إنتاجه الأدبي مع إجادة واضحة ومقدرة فذة على تطويع اللغة وامتلاكه لمخزون لا ينضب من المفردات مما مكنه من كتابة الشعر بأنوعه "العمودي والحميني والتفعلية".) *
تحدث عن نفسه قائلاً:
( أنا من مواليد 1944 م بقرية الخواقعة بالشاهل محافظة حجة من أسرة تحت خط الفقر حالي في ذلك وحال أسرتي لا يختلف كثيراً عن حال السواد الأعظم من أبناء اليمن الذي كان يسمى سعيداً ولا أدري في أي مناسبة زمنية اطلق عليه لقب اليمن السعيد أو اليمن السعيدة ، جئت إلى الدنيا والحرب العالمية الثانية تأكل المشرق والمغرب في ما وراء البحر الأحمر وما وراء البحر المتوسط وما وراء المحيط الهندي إلى أطراف بحر اليابان

، وكانت قريتنا في ذلك الحين موبؤة بالجفاف وبداء الجدري وعروق الماء ، ومرت الأيام حتى عام 1949 حين هجمت ذات ليلة على أمي فأدميت كتفها بعضة مجنونة ما زالت آثارها حتى اليوم لسبب الجوع قلت هذا الكلام أكثر من مرة في اكثر من مناسبة ، دخلت المكتب ( الكتاب ) عام 1950م نصف عار وحاف تمام الحفي بكوفية مهترئة ، وجسم نحيل جداً وشعر أصهب جداً وفي عيوني ازرقاق نهر تحت غيمة ذات أصيل ، كانوا يقولون لي في المكتب أنتي سرقت صبوح النبي لأن من كان ازرق العين يقولون انه سرق صبوح النبي وكنت أعلم انني لم اسرق صبوح احدٍ لا من الأنبياء ولا من غيرهم وكم تمنيت أن أجد أمامي صبوحا فأسرقه حتى لو كان للملائكة ومن عام 1951إلى 1954 وأنا بعد العاشرة كنت مع الراعاة والراعيات في الشعاب ومع قطيع صغير من الغنم.

- في الثالثة عشر من العمر التحقت بالمدرسة العلمية بالمحابشة فقال لي احد الأساتذة مازحاً أنني سرقت صبوح النبي أجبت عليه ببداهة سريعة ! من حسن حظي أنني لقيت النبي وطعمت من صبوحه لكن أنت لم تلق النبي ولا غيره فضحك وارتبطت معه من ذلك الوقت بمحبة أبوية استفدت منها في مجال التحصيل العلمي لأنه كان يدرسنا اللغة العربية ، بدأت في المرعى أحاكي أترابي في الأغاني على النمط .

الذي نسمعه في المناسبات والأعراس ومواسم الزرع والحصاد وكنت قد قرأت بعض الكتب كأعلام الناس في سيرة بني العباس ، وعنترة بن شداد وكنت أرثي له يكون بتلك الشجاعة ثم يتعرض لذلك القهر كله بسبب حبه لعبلة .

- في المدرسة العلمية بالمحابشة كنت مع الزميل الجليل الشاعر الكبير علي عبد الرحمن جحاف نحاول معاً كتابة الشعر وكنا قد قرأنا نهج البلاغة وقصائد للمتنبي والبحتري والمعري وأبي تمام والشريف الرضي وشوقي والبارودي وعلي الجارم وكتب المنفلوطي كما حفظنا عن ظهر قلب كثيراً من قصائد الشاعر اللبناني العظيم إيليا أبو ماضي وقصائد لبشارة الخوري الأخطل الصغير ، وما وصلت الينا من قصائد للزبيري والبردوني والمقالح الذي كان يكتب حينها كما أذكر بإسم إبن الشاطئ "

- تركت المحابشة في الطريق إلى صنعاء عام 1961 وكنت تلميذاً بدار المعلمين إلى يوم قيام الثورة 1962 م حاولت الالتحاق بالحرس الوطني وبينما كان الضابط وأسمه محمد الذيب كان يدربنا فخبطت برجلي في صحن البندقية " الشميزر " حتى خلعت الظفر ، فقال لي : أنك لم تنفع ، فتركت الفكرة والتحقت بالمجاميع الطلابية التي كانت تتوزع في أنحاء اليمن من المدارس لتوعية المواطنين للثورة ، وكان حماسنا غير محدود كما كانت معلوماتنا عن الثورة وما يجب أن نقوله بشأنها من معلومات لا تقدم ولا تؤخر لكننا كنا نستعين بالراديو ببعض الأفكار والمفاهيم ، وكنت أول مدير مدرسة أبتدائية في المحابشة من منتصف 1963م كما عملت في المفرزة تحت رئيسها الملازم يومها الطيب السمعة والطيب السلوك الإنساني . المهذب محمد احمد الويسي / ثم دخلت منطقتنا بما فيها المحابشة والشاهل معترك الصراع بين الملكيين والجمهوريين ، وبقيت المنطقة في أيدي الملكيين إلى عام 1970م تقريباً في الفترة ما بين 1966م إلى عام 1970م إشتغلت خياطاً وطبيباً متجولاً في مستشفى محمول باليد وعملت مزارعاً وكتبت كثيراً من القصائد .

- في عام 1968 عدت إلى صنعاء لأبحث عن عمل فقال لي أحدهم بلهجة ثورية حادة أنني لم أعد انفع للعمل لأنني قد تشبعت بالأفكار الملكية ولم تعد الدولة بحاجة إلى الرجعيين .

- في عام 1971 بلغني ان الدولة بصدد التنقيب عن البترول في منطقة دير غبيش بالزيدية ، وان عامل قضاء الزيدية يومها المرحوم القاضي يحي بن يحيى راصع . وصلت إلى الزيدية فوجدت إن الفكرة الخاصة بالتنقيب علن البترول ليس مؤكدة فبقيت مع العساكر التابعين للمدير وكلهم من البلاد من أبناء القرية كما هو حال العامل نفسه فكلنا من الشاهل .

- عندما تمت المصالحة عام 1971 م كان قد اجتمعت لجنتان من قبل الملكيين والجمهوريين في عبس بعد المصالحة لتسوية أوضاع أبناء المناطق لواء حجة الذي كانوا موظفين . وكما قلت أنني كنت مدرياً لمدرسة فتعينت مساعداً لعامل ناحية المفتاح حتى عام 1974 م ومن عام 1974 إلى عام 1980 مديراً مساعداً لقضاء الشرفين المكون من تسع مديريات وهي المحابشة ، والمفتاح ، وكحلان وأفلح الشام وخيران وأسلم وافلح اليمن والقفل والشاهل .

- من عام 1980إلى عام 1982 مديراً لناحية كحلان الشرف ثم مديراً لأفلح اليمن ثم مديرا مساعداً لمديرية قضاء الشرفي إلى عام 1998 ثم أحلت نفسي على التقاعد بمرتب قدره (9000) ريال لا غير عداً ونقداً وكانت دواوين المطبوعة من حساب البنك ومن حساب المطبعة . في شهر أغسطس 1993م جئت إلى صنعاء للإستيطان وكنت أرى فيها الأمل وإلى الآن ونحن في عام 2006م مازلت في صنعاء ...) **


سمعته و رأيته على قناة (إيمان) اليمنية في برنامج (منارات) في 21-3-1435 هـ، يناير 2014 م ، و عمره تخطى السبعين سنىة و هو يقول ما معناه :
( ليس صحيحا أن المعنى في بطن الشاعر ، فالشعر يجب أن يكون مفهوما و علاقة حميمية بين الشاعر و المتلقي
و مصداق هذا أن الجمهور يثور تصفيقا عند بيت من قصيدة للشاعر حين إلقائه ، و لو كان الشعر هو الغموض فلم نصفق لما يقوله الشاعر).
حصل الشاعر على العديد من الجوائز منها جائزة وزارة الثقافة للشعر وجائزة محافظة الحُديْدة.

له ثمانية دواوين مطبوعة منها: ( الغابة) و هو أول دواوينه طباعة ، و آخرها ( متن السيرة) .
كما له دراست أدبية، من شعره:
عيون القصيده
بعينها وإن غضب اللثـام***تغامزني النوارس واليمام
وما تدري القصيدة حين ترنو***من الساقي بها ومن المــدام
إذا رفت بها الأهداب مالت***غصون القلب وارتجف الغمام
كأني حين ألقيها نبي***يبلغها الرسالة أو إمام
وأي رسالة في القلب أحلى ***إذا قرئت وليس بها كلام
كفاها أنها عندي أحاطــت***بمعناها المفاصل والعظام
بعينيها ملائكة وجــن***وشئ كالخرافة مستهام
سلوها هل تنام بها العشايا***وأين بكل فتنتها تـنام
أنا أدري لأن شغاف قلبـي***هنالك حيث يستعر الغـرام
تنام بكل أجنحة التشـهي***فحيث تطير يسترخي الرخام

و له هرطقات تشبه هرطقات أبي العلاء المعري و زندقته فمن هذا ما جاء في (متن السيرة):
أبي قال لي من الف عام بأنها
أذان الى ميقاتها ومؤذن
وماذا بوسعي غير وسعي وحيلتي
فخذ أمنياتي بالتي هي أحسن
إذا قلت لي: «من أين جئت؟ » وجدتني
بمفترق الذكرى «ألت وأعجن»!

و قال:

ومافي صلاة العصر إلا جماعة
تظن، وأخرى باسمه تتيقن

____________________
* ويكيبديا
** موقع ( مدينة المحابشة)

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا