عرض مشاركة واحدة
قديم 01-21-2014, 11:30 PM
المشاركة 12
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


السادة الأساتذة : السلام عليكم ورحمة الله

موضوع الصداقة كثيرا ما أخذت القلم لأكتب عنه ما يجول بخاطري لأعوام خلت ، ما معنى الصداقة و متى يمكن أن نقول أن علاقة ما وصلت إلى درجة الصداقة .
فالكثيرون في الغالب لا يحظون بأصدقاء ، بل الكثيرون أيضا يعتقدون أن لهم أصدقاء ، في حين أن العلاقات في الغالب لا تعتدو أن تكون إما زمالة عمل أو صحبة مرحلة أم رفقة مبدأ .
أما الصداقة الحقيقية فقلما نجدها فعلا ، فالصداقة مستمرة لا تنقطع ، والصداقة في الغالب تبنى في الفترات الأولى من حياة الفرد و الصديق تشارك معه المغامرة . و الصديق هو الشخص الذي لا تحس الحرج في صحبته فأنت تقبله كما هو ويقبلك كما أنت ، و في الغالب تكون هناك صفات مشتركة بين الصديقين .

كل منا يعرف الكثير من الأشخاص و يعرف أفراد اسرته ، ويعرف جيرانه وما إلى ذلك ، فأتساءل هل فعلا هناك من عايش من كل معارفه صديقا حقيقيا ، ولا أقصد رفقة ما محكومة بظرفية أو مرتبطة بمصلحة أو بتسلية و إلى ذلك .

حقيقة أغلب من عايشتهم و خاصة " الناجحين " منهم لا يسعون أصلا للارتباط بصداقات بقدرما يبحث عن علاقات مبنية على المنفعة ، فلنقل أنه يبحث عن شريك معين ، و أما الأشخاص الذين تقوقعوا على الذات فأجد أن لهم صداقات حقيقية في فترة معينة من حياتهم ، ولهم أصدقاء مستعدون لفعل أي شيء من أجلهم وهم كذلك ، لكن هذه الفئة عاطفية للغاية و متقلبة المزاج ، ولا تستطيع الاستمرار في الصداقات نظرا للفشل الذي تصل إليه مع التقدم في العمر و دمار جهازها النفسي وعدم قدرته على الاستمرار في الحياة الاجتماعية .
هناك فئة أخرى خبرتها وهي قليلة نوعا ما ، و هي طبقة مهتمة أكثر بالثقافة و القراءة وعندها نوع من التعالي ، و لو أنها تعيش حالة اكتئاب حقيقية في دواخلها ، فهي لاتؤمن إطلاقا بالصداقة ، وليست أصلا على استعداد لتشارك أنانيتها مع أحد .
هناك أشخاص مقبولين عند الجميع ، وفي الغالب لميزة ما ، فرجة ، إخلاص فقربه من الناس ناتج عن سلوك معين أو مجموعة سلوكات ، ولكن لا أظن هذا الشخص سيكون له صديق فهو في الغالب عنده اكتفاء ذاتي و يزيد ، و هو في الغالب في غنى عن رومانسية الصداقة .
أما الإنسان العادي ، فنجد أنه لا يتصف بالمغامرة كثيرا ، وليس منعزلا ، وليس عاطفيا ، وليس مصلحيا وليس فيه تعالي ، لكن تكون فيه نوع من سمة السذاجة القابلة للاعتقاد بالصداقة ، لكن بين الفينة والفينة يجد نفسه ضحية علاقة من تلك العلاقات التي اعتبرها صداقة .

الخل الوفي

ما هو معيار الوفاء هنا ؟
هل يوافق على طلبات الشخص .
أم يسانده في وقت الضيق .
أم يشراكه كل حياته .
أم مخبأ أسراره .
لأن مايؤثر على العلاقات و حتى الزمالة والصحبة واللرفقة و الشريك هو المعيار الذي ينطلق منه الشخص في إنجاح العلاقة .

وشكرا للجميع .