الموضوع
:
العقد الفريد ... كتاب فريد من نوعه في عالم الأدب العربي
عرض مشاركة واحدة
01-21-2014, 08:52 PM
المشاركة
37
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 6
تاريخ الإنضمام :
Feb 2009
رقم العضوية :
6405
المشاركات:
25,776
وقال الحسن بن هانئ في الهيبة فأفرط:
ملك تصور في القلوب مثاله ... فكأنه لم يخل منه مكان
ما تنطوي عنه القلوب بفجرة ... إلا يكلمه بها اللحظان
حتى الذي في الرحم لم يك صورة ... لفؤاده من خوفه خفقان
فمجاز هذا البيت في إفراطه أن الرجل إذا خاف شيئاً وأحبه أحبه بسمعه وبصره وشعره وبشره ولحمه ودمه وجميع أعضائه، فالنطف التي في الأصلاب داخلة في هذه الجملة. قال الشاعر:
ألا ترثي لمكتئب ... يحبك لحمه ودمه
وقال المكفوف في آل محمد عليه السلام:
أحبكم حباً على الله أجره ... تضمنه الأحشاء واللحم والدم
وفي مثل هذا قول الحسن بن هانئ:
وأخفت أهل الشرك حتى إنه ... لتخافك النطف التي لم تخلق
فإذا خافه أهل الشرك خافته النطف التي في أصلابهم، على المجاز الذي ذكرناه.
ومجاز آخر: أن النطف التي أخذ الله عليها ميثاقها يجوز أن يضاف إليها ما هي لا بد فاعلة من قبل أن تفعله، كما جاء في الأثر: إن الله عز وجل عرض على آدم ذريته، فقال: هؤلاء أهل الجنة، وبعمل أهل الجنة يعملون، وهؤلاء أهل النار، وبعمل أهل النار يعملون.
رد مع الإقتباس