الموضوع: لطائف المعارف !
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-16-2014, 12:17 AM
المشاركة 23
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قال قوم هود لنبيهم صلى الله عليه و سلم كما حكاه القرآن عنهم :
( قالُوا يا هُودُ ما جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ وَ ما نَحْنُ بِتارِكي‏ آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ وَ ما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنينَ)هود-53
فهل كانت لسيدنا هود معجزة؟
نعم ؛ لأن الله يقول جلَّ شأنه :
({ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ }(الحديد: الآية25)
و لقول الصادق المصدوق صلوات ربي و سلامه عليه:
(
ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أتيت وحياً أوحاه الله إليَّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة.) ( متفق عليه)
و يفسر الشيخ محمد بن عبدالرحمن العريفي راداً على حجة قوم هود بقوله:
لم يرسل الله رسولا إلا ببينة (معجزة) من جنس اهتمام قومه فمعجزة سيدنا موسى بن عمران عليه السلام ناسبت براعة الفراعين في السحر ، و معجزة عيسى بن مريم عليه السلام ناسبت براعة قومه في الطب ، و معجزة سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه و سلم ناسبت فصاحة العرب ، و لكن الله لم يذكر جنس المعجزة التي أيدَّ بها كل رسله و أنبيائه فمع ذكره لمعجزات بعض الأنبياء كسليمان و صالح و موسى و عيسى يهم السلام ، فإنه لم يذكر معجزات طائفة أخرى منهم كأيوب و يوسف و شعيب و هود.

كما أشار الشيخ الدكتور العريفي للطيفة هامة فقال:
فعلى الداعية أن يستفيد من مناسبة المعجزة المؤيٍّدة للنبي عند قومه و أنها من جنس براعتهم ، فإذا قام داعية في أناس لا يعرفون ما العربية و لا يهتمون للكلام و إنشائه و لا تهزهم الفصاحة و جريانه و لا البلاغة و سحرها ، و كلَّ عنايتهم بالعلم المادي و التجربة ثم يحتج عليهم بصدق رسالة نبينا بافحامه للعرب الأوائل بل عليه أن يبين لهم ما اشتمل عليه القرآن من إشارات علمية سبقت العصر الحديث من:
كون السماء ترجع كل شيء يخرج من الأرض من بخار الماء و الحرارة و إشارات الإتصالات (و السماء ذات الرجع)
و أطوار خلق الإنسان ( و قد خلقناكم أطوارا) ثم يشرح لهم ما اشتملت عليه بعض آيات القرآن من خلق الإنسان من طين ثم من نطفة ثم من علقة مخلقة و غير مخلَّقة .......... و هكذا ينجح الداعي إلي الله .

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا