امجاد وطن
هنا مَهدُ البَواسِلِ أمجَادٌ مُعَطرةٌ كَستْ بِقَاعَ الأرضِ قَاصِيها ودَانِيها
طَــلائِعُ المُـزن تَروي كُلَ مُقْفِـرةٍ مِن عَالي الطَـود حَتى قِــاعِ صَادِيها
رَوت جُذُورَ العِزِ فاخضرَتْ مَنَابِتُها وذَاقَ كُلُ أَدِيمٍ شَهداً من أياديها
فَيضٌ من الجُودِ بَل كُلٌ من الشَرفِ مَواكِبُ الطُهرِ تَسري في نَواحِيها
كُلُ الشُموسِ عَن الأَكــوانِ غَائـبةٌ إلا على وطَنـي فالنُـورُ يُغشيها
أليسَ مَهبِطَ وَحيٍ إشراقٌ ومَلحَمَةٌ ورايةُ التَوحيدِ تكســوهُ مَعانِيها
يا حَاضِنَ الفِــكِر العَــقِيمِ ألا تَرى تلك المـــآذنُ تعــلوها وتُحييــــها
يا من تَلحفَ بالدنـــاءةِ والـــرَدَى أمسْك عليك قَبـــاحةً تُبــــــدِيها
يا ذاكَ فلتـــخسَأ فمـــثلك ثُلــــةٌ نَكـــصُوا على أعقَـابِهِم وارتد باغيها
فــدون حقــدكَ أســــوارٌ مُحصنةٌ لــم يَقدرِ الشرَ أن يمــحُو رَواسِيها
عُــــذراً ديــارَ الــعزِ إن عُقولـــهُم حــلت علــيها فتـــنة تـغـويـــــها
جَـهِلوا ومـا عِلـمُوا عُلــو مَكــانةٍ وهِبت من المَــــولى لمَـــن يًعلِـــــيها