عرض مشاركة واحدة
قديم 01-05-2014, 09:59 PM
المشاركة 30
أحمد الورّاق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
1. يا أخي لا تقولني ما لم أقله في قولك:
(بينما انت ترى ان الاخلاق شيء هامشي ، وهذا مخالفة للكتاب والسنة يا رعاك الله ..)
بل هذا ظلم مبين ، فنحن أهل السنة نقول بما يقوله القرآن و السنة من أن الأخلاق الحميدة مطلب جاءت الشرائع لغرسها في الناس لكنكم الخوارج و انتصارا لمذهبكم القائل :
بأن كفر النعمة يخلد صاحبه في النار لا تقبلون الحق.
2. يا أخي الكريم _هداك الله _ ذهب بك تعصبك مبلغاً جعلك ترد كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم:
حين قلت ما نصه: ( ...
ولم يقل الرسول أن حاتما في النار ..) في حين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:
(
يا جاريةُ هذه صفةُ المؤمنين حقًّا ,لو كان أبوك مسلمًا لترحَّمنا عليه...)
و مفهوم المنطوق أن حاتما الطائي ليس من المسلمين و لذا لم يترحم عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم و ضابط هذه المسألة أن كل كافر في النار و لو كان أباً لنبي أو رسول هذا الحديث:
(
أن أعرابيًا أتَى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : يا رسولَ اللهِ أين أبي ؟ قال : في النارِِ . قال : فأين أبوكَ ؟ قال : حيثما مررت بقبرِ كافرٍ فبشِّرْه بالنارِ ، فأسلم الأعرابيُّ فقال : لقد كلفني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعناءٍ ، ما مررت بقبرِ كافرٍ إلا بشرته بالنارِ.)
فقوله صلى الله عليه و سلم :
(لو كان أباك مسلما) يعني أن حاتما مع حسن أخلاقه مات كافرا فلا تجوز عليه الرحمة و طلبها له من المسلمين.
هل الله مدح شيئاً في الكافرين في القرآن في نفس الوقت الذي يصفهم فيه في الكفر؟ ابحث عن هذا، لماذا الله لا يمدحهم والرسول يمدحهم؟؟!
إذا كان كافراً فكيف يعجب به الرسول؟ إذن هل الإعجاب بالكفار سنة حسب تفكيرك؟ إذن هل يسمح لي أن أعجب بكافرين؟ ستقول لا أنت تخالف السنة! وسأقول لك أنك متناقض ، وستقول لا بل أنت خارجي ونستمر بهذه الدوامة!
وكلما رأيت ما يغضبك مني ستقول أني خارجي وإذا رضيت لا تقول كذلك ، هذا من الفجور في الخصومة التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس من أدب الحوار الذهاب للاتهامات خارج الموضوع، لأن هذا من الفجور وأنت فجرت هنا أكثر من مرة، لأنك تنسبني إلى مذهب لا أنتسب إليه وتصر على ذلك، وتكذبني وأنا صاحب الشأن وكأنك أدرى مني بعقيديتي وبقلبي! أليس هذا من الكبر أن تعلم ما في نفوس الناس ولا يُعلم ما في نفسك؟! اتق الله من الكبر فرسول الله قال أنه لا يدخل الجنة من بقلبه ذرة من هذا الداء العضال!
بل تهرب عن ذلك كلما أحرجتك الأسئلة ، أنت لم تجب على أسئلتي لأنك لا تستطيع ولهذا تجعلني خارجياً! نعم أنا خارج سيطرتك، لأنك لا تلتزم بالكتاب ولا بالسنة وإلا لقدمت لك من الأحاديث الكثير التي تشير أن الأساس في الدين الأخلاق وأن أكثر ما يدخل الجنة هي الأخلاق، ولكنك تريد إبقاء الأخلاق بعيدة عن الساحة، فالسؤال لماذا تنحية الأخلاق وتهميشها مع أن القرآن والسنة لم يهمشاها بل جعلاها في الصدارة؟؟ أجب عن هذا ودعك من عقيدتي فهي لا تقدم ولا تؤخر أياً كانت، نريد النظر في هذا الموضوع الذي دخلت فيه ولا تتهم عقائد الناس وتزكي نفسك فالله أعلم بمن اتقى.

وإذا كان حاتم كافراً من وجهة نظرك.. فهو كفر بماذا؟ هل جاءه نبي حتى يكفر أو يؤمن؟ ما ذنبه أن يموت قبل البعثة؟ والله يقول {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً}، أجب عن هذا السؤال دون أن تقول أنني من الخوارج لأننا عرفنها.

أبو جهل كفر بعد أن بُلّغ وجاءه رسول من الله ، فمن هو الرسول الذي جاء لحاتم وأمثاله وكفروا به وناصبوه العداء من أهل الفترة؟ هذه النظرة التعميمية بالكفر تخدم ماذا؟ القرآن لم يعمم بالكفر بل خصصه وذكر الكفار بأعيانهم وأفعالهم أفراداً أو جماعات، فهل أنت على منهج القرآن أم ماذا؟ القرآن يخصص دائماً بالتكفير {لقد كفر الذين قالوا...} {وقال الذين كفروا من أهل الكتاب...} وغيرها من الآيات، فالكفر في القرآن مبني على التخصيص بينما عندك مبني على التعميم وأن الأصل في الناس الكفر، والكفر يعني الجحود والإصرار بعد علم مع العداوة والشر، وإذا كان الخوارج يكفرون مرتكب الكبيرة فأنت تكفر كل البشر السابقين واللاحقين من أرسل إليه ومن لم يرسل إلا من تستثنيهم، فأيكما أقسى من الآخر؟! فحسب منطقك أن الطفل والمجنون كافر لأنه لم ينطق بالشهادتين بعد! وحتى الشهادتين ليست دائماً تنجي من الكفر.


3. ذكرت لك قديما قوله صلوات ربي و سلامه عليه:
( إذا أتاكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه)
و الرسول يقول صلوات ربي و سلامه عليه :
( أكثر ما يدخل الناس الجنة : تقوى الله و حسن الخلق)
فدل على أن الأخلاق الحسنة جزء من الدين لا الدين كله، ولو تأملت القرآن لوجدت هذه العقيدة واضحة كالشمس:
((قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9)) سورة المؤمنون.
ففي الآيات أعلاه نجد أن الله بدأ بالعقيدة :
(قد أفلح المؤمنون ) فالمؤمنون هم أصحاب الإيمان و الإيمان هو الإسلام أي عقيدة.
(الذين هم في صلاتهم خاشعون) و الصلاة عبادة ظاهرة بل من شعائر الدين العالية و الخشوع هو عبادة القلب كما أن الركوع و السجود هما عبادة الجوارح............. و الذين هم للزكاة فاعلون) و أداء الزكاة عبادة فعلية ظاهرة
و بعد أن أصلَّ العبادات ذهب إلي المعاملات فتحدث عن العفة و الحصانة و الأمانة في قوله:
(
الَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8))

الخلاصة: الدين عقيدة وعبادة و معالة حسنة (أخلاق حميدة)


لمذا فصلت بين الصلاة والأمانة؟ أليست الصلاة حق لله والأمانة حق للناس؟ لماذا فصلت بينهما؟ أليس أداء الحق أخلاق؟ لماذا ترى أن الأخلاق للناس بينما الله لا يستحق الأخلاق؟ هل عدنا لتعظيم الإنسان؟ إذا لم يكن الدين أخلاقاً فما يكون؟ أجب باختصارك المعهود، وقل أن الدين يكون كذا، وسمِّه باسمٍ نفهمه.

هذه نظرة بسيطة وسطحية للدين لما ميزت العقيدة عن الأخلاق؟ فحدد لنا ما هي العقيدة هل هي أخلاقية أم لا؟ دون الدخول في تفصيلات العقيدة فهذا موضوع آخر، وأثبت لنا أنها غير أخلاقية حتى لا تدرج مع الأخلاق وتكون شيئاً آخر، فالأخلاق لها صور كثيرة وليست صورة واحدة، فأداء الأمانة مثلاً يختلف عن التواضع لأن أداء الأمانة يشترط وجود شيء يؤمن عليه فقل أن أداء الأمانة من الشريعة أيضاً لأنه يوجد شيء مادي..

السطح لا يحمي من العمق، وسطح الماء لا يعني أنه هو الماء، لا يمكن الفهم بموجب النظرة السطحية لشيء، فهذا يمكن أن يحفظ لكن لا يفهم، ففهِّمنا العلاقة بين العقيدة والشريعة والأخلاق، فبموجب نظرتك السطحية لن تقدم ربطاً وستقول أن كل منها على حدة، إذن لماذا جمعت؟! ستقول أن الله جمعها فقط ولا ندري بحكمته ، وأقول لك أن الله أمرك أن تعبده على بصيرة فأين البصيرة هنا؟ لا توجد ، وبالتالي لا علم بلا بصيرة، ولا بصيرة مع الحفظ الأصم وهذه مخالفة لأمر الله ، لا يهمك أن تقع فيه لكن أنا يهمني ذلك لأنني أريد أن أعبد الله على بصيرة وأعرف العلاقة بين العقيدة والشريعة والأخلاق بينما أنت لا يهمك، يهمك الحفظ وأنا يهمني الفهم وبيننا فرق ولا نلتقي، القرآن يرجح رأيي لأنه يأمر بالعبادة على بصيرة وليس في القرآن ما يرجح رأيك، القرآن ذكر بالعطف مجموعة من الأخلاق، ولم يسمها أخلاقاً وحسب، فهل العطف بينها أخرجها من نطاق كلمة أخلاق وجعل كل واحد منها مغاير للآخر تماماً؟!

هل تريد من الناس أن يتبعوا ديناً ولا يعرفون ما هو؟! ما دام ليس أخلاقاً فماذا سيكون؟ عدنا إلى نفس الكلام السابق ، أنا شرحت لك بالتفصيل عن هذه النقاط وتركتها وعدت تقول نفس كلامك وكأني لم أقل شيئاً! إذن ما فائدة النقاش؟!
نحن نتناقش لكي نفهم لا لكي يلزم أحدنا الآخر، وإذا كنت تحسب تكرارك سيجعلني ألتزم بكلامك فأنت مخطئ كثيراً.

ذكرُ بعض الأخلاقيات وذكر بعض العبادات -في الآيات التي استشهدت بها من سورة المؤمنين- لا يعني المغايرة، إذا نظرت بعمق ستجد أن العبادات هي أخلاق أيضاُ، حسناً أثبت أن الصلاة ليست من الأخلاق وأن الحج ليس من الأخلاق وأن الإيمان ليس من الأخلاق حتى يكون كلامك صحيحاً، افعل هذا ولا تتهرب، من قال شيئاً فعليه إثباته، أنا أثبت أنها أخلاقية وأنت عليك أن تثبت أنها غير أخلاقية حتى نخرجها من الأخلاق كما تحب، وحتى يكون للبحث فائدة لا أن تكرر نفس كلامك السابق الذي قتلناه رداً، اجعل الحوار يمشي للأمام، خطئني وأثبت خطأي ولا تستعمل نفس الأسلحة السابقة ، فاستخدم وسائل جديدة تثبت فيها أنني خطأ.


نعود لصلب الحديث:
أهل السنة و الجماعة يقولون بأن أهل الكبائر من أهل الإسلام يدخلون الجنة و إن عذبهم الله بذنوبهم إلا أنهم لا يخلدون في النار، فهل تقول بهذا القول و إن كنت لا تراه ؛فدليلك هداك الله!
أنت هكذا من يحب الإطالة، فقد ذكرت لك أدلتي سابقاً ولم ترد عليها، ارجع وحاول الرد إن كنت تستطيع غير الاتهامات.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...