عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-2014, 04:27 AM
المشاركة 27
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
رجل بالفطــرة... خبـرة وعبـرة ...قصة حقيقية

قصة مسلسلة قصيرة

الحلقة التاسعة

دخل شقيق أحمد ولم ينبس بكلمة..

وأحمد يَقيل في غرفته، فأيقظته زوجته بسرعة، لأنها شعرت أن الأمر جلل..

قام بسرعة وبعد التحية والمقدمات عرف أن والده قد نقل لمستوصف المدينة القريبة من قريتهم، وأن حاله لا يسر بتاتا..

وأن أخاه ليس لديه المال لنقله إلى العاصمة ..

سافر أحمد وشقيقه في نفس اليوم بعد الاستئذان من رب العمل الذي كان خدوما جدا وأعطاه سيارته ليأتي بأبيه إلى مستشفى الصدر بالعاصمة..

شعر العم علي بالأمان والسرور حين رأى أحمد، رغم أنه لامه برفق على العمل في الحقل رغم تنبيهات الطبيب..

لقي عناية ورعاية فائقة في المستشفى من ابنه وزوجته..

ومع مرور الأيام بدأ العم علي يتحسن وجسمه يكسو لحما بعد أن صار هيكلا عظميا يمشي على الأرض..

وفي صباح اليوم العاشر ذهبت زوجة ابنه لزيارته ومعها فطور شهي، داعية الله أن يشفيه ويعيده إليهم سالما.

فتوقفت فجأة عند باب غرفته، وقالت خفية: يا إلهي السرير فارغ..

تسارعت ضربات قلبها، وارتفع الأدرينالين مؤذنا بتوتر وحيرة..

ومرت بقربها ممرضة فسألتها عنه، فأخبرتها أنه............ مااااات..

كاد أن يغمى عليها من هول الخبر، وحملت هم زوجها وفراق والده، وما إن التفتت محاولة استيعاب الخبر حتى وجدته قد أتى من العمل كعادته اليومية ليرعى والده..

رآها مصفرة الوجه، وعيناها تنطقان دمعا، فأيقن بحدوث أمر كبير..

حضنته بقوة وكأنها تسكت الطفل داخله، لم يذرف دمعة، استرجع ودعا له، ذهب في صمت ليتم إجراءات الدفن..

ولما سكن الجميع، وأسدل الليل ستاره، قام إلى سجادته وقصد مكانا قصيا في البيت فأطلق العنان لمكنونات قلبه بين يدي ربه، وأفسح المجال لدموعه لتتحرر من سجن الصدمة والتمنع عن تبيان التأثر أمام الناس..

مرت الشهور وقد أصبح الدعاء لوالديه عادة يومية في صلاة المغرب..

دعاء طويل عرفته كل الأسرة، فوفرت الهدوء في هذا الوقت الذي يسبق خروجه من جديد لجمع ثمن الخبز الموزع خلال اليوم من البقالين..

وبعد سنتين، عاد الابن البكر من الخارج وسط فرحة عارمة من والديه، فرحة بعودة ابنهم وبشهادته العليا ليبني مستقبله المهني في بلده..

وبعد إسكات شوق السنوات، ومرور الساعات.. فوجئ الأبوان وتوالت الصدمات..

يتبع بعون الله
بقلم: نزهة الفلاح