الموضوع
:
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
عرض مشاركة واحدة
01-01-2014, 03:31 PM
المشاركة
1079
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
تابع ....العناصر التي صنعت الروعة في رواية - 42
-
باب الشمس
إلياس خوري
لبنان
-
إنها
اذن رواية عن التاريخ، عن استعادته ومحاولة قراءته من خلال سرد القصص التي تحتشد في
هذا العمل لتفيض من بين ثنايا الكلمات وتعيدنا الى كتاب التاريخ نفسه الذي استعان
به الياس خوري كثيرا لكتابة "باب الشمس"
.
-
لقد وظف الكاتب الوقائع التي أوردتها
كتب التاريخ والوثائق والحكايات التي سمعها من أفواه الفلسطينيين، الذين كانوا
ضحايا التاريخ، ليدعم حكايته الرئيسية عن يونس ألأسدي، العائد الذي عاد إلى فلسطين
ولم يعد، ولكنه استطاع أن يحضر من خلال زوجته وأبنائه الذين أنجبهم منها في رحلاته
من لبنان إلى مغارة باب الشمس.
-
وبهذا المعنى تتحول حكاية يونس الأسدي التي لا تعدو
أن تكون مجرد حكاية من بين حكايات كثيرة عن المتسللين الفلسطينيين، إلى حكاية رمزية
عن البقاء والصمود رغم المجازر والمذابح التي ارتكبتها الصهيونية بحق الفلسطينيين
-
.
إنها تعبير رمزي، محايد للتاريخ ومتجاوز له في آن، عن بقاء أكثر من ربع مليون
فلسطيني بعد نكبة 1948 على أرضهم وتناسلهم ليصبحوا مليونا بعد حوالي نصف قرن من
الزمان.
-
فهل قصد الياس خوري الى التشديد على الصراع التاريخي، بين الفلسطينيين
والاسرائيليين، الذي يرتكز بصورة أساسية على المسألة الديموغرافية؟
-
لا تحاول
الرواية، في عادتها السردية الكثيفة، أن تقدم إجابات على سؤال التاريخ ونهاياته،
ولا تسعي إلى فتح صفحتها الأخيرة على أفق المستقبل الذي يبدو غائما ملبدا بالشكوك
زمن كتابة الرواية.
-
بل إنها تسعي، على النقيض من ذلك، الى تذويب سؤال التاريخ
في ثنايا الحكايات.
-
إنها مشغولة بفهم التاريخ وبإيجاد تفسير لما حدث من قبل، ويحدث
الآن، عبر استعادة الحكايات، جميع أنواع الحكايات التي يسردها الراوي على مسامع
يونس الذي لا يسمع في غيبوبته التي طالت وقادته إلى أرض الموت في نهاية الحكاية
-
لكن هذه الحكاية لا تسعف الراوي في إدراك ما حدث والتوصل الى أسبابه.
-
بهذا المعنى
تبقى الحكايات مجرد بقع على جسد التاريخ لا تفسره ولا تجعل الراوي يدرك معنى
الهزائم وتراجيديا عيش الفلسطينيين المستمرة.
-
يمثل الكلام السابق تعبيرا
مختزلا شديد الإيجاز عن الرواية كلها.
-
إنها في الحقيقة طوفان من الحكايات التي
تتقاطع فيما بينها لتقدم صورة غير مباشرة لتاريخ الفلسطينيين بعد النكبة.
-
صحيح أن
الياس خوري يختار أبناء الجليل ليقدم حكاياتهم، لقرب الجليل الفلسطيني من لبنان
وتشابه اللهجات فيما بين أهل الجليل والشعب اللبناني، الا أن سلسلة الحكايات التي
يرويها الراوي، على لسانه أومن خلال اتاحته الفرصة لعدد من الشخصيات الثانوية لتروي
قصصها الشخصية، هي عينات تمثيلية من الحكاية الكبرى للفلسطينيين.
-
هكذا سقطت فلسطين
وتشرد أهلها، تقول "باب الشمس" من خلال قصص يرويها الراوي وشخصياته التي يروي عنها
ولها، وهذه هي التراجيديا الفلسطينية التي يمثلها اللاعبون الفعليون على أرض
المأساة وزمانها الواقعي. ومن هنا يبدو التاريخ، الذي يصفه الراوي خليل، بأنه مجرد
وهم، أكثر ملموسية وخشونة.
- إن الحكايات هي التاريخ الفعلي، وحاصل جمع هذه الحكايات
الصغيرة يساوي الحكاية الكبرى للجوء والهزيمة والموت
.
رد مع الإقتباس