عرض مشاركة واحدة
قديم 12-29-2013, 04:46 AM
المشاركة 26
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
رجل بالفطــرة... خبـرة وعبـرة ...قصة حقيقية



قصة مسلسلة قصيرة



الحلقة الثامنة



قطعت سمية ابنة أحمد الكبرى البطاطس وما إن وضعتها في الزيت حتى اشتعلت وأصاب بعض الشرر شعرها.. فصرخت بقوة.. وأغلقت الغاز بسرعة من هلعها..

اهتز فؤاد أحمد فقفز من مجلسه وهرول نحو المطبخ...( على الهامش: حقيقة وليست خيال)

مرت لحظات هدأ فيها روع الابنة وأبيها.. الذي اكتشف أنه كان مشلولا فصار سليما بفضل الله عليه ثم بفضل ثقته بالله واستعصامه به.

وعمت الفرحة البيت من جديد..

غربت الشمس وأحمد يتحرق شوقا لمفاجأة زوجته الحبيبة بخبر معافاته..

عادت أخيرا مع أخيه، فسألها أين والده..

فأخبرته أنه سيبقى في المستشفى لأيام، لأن حالة صدره لا تسر..

فامتزجت الفرحة بالصبر والشكر بالرجاء..

لزم العم علي الفراش في مستشفى الصدر في العاصمة..

وعاد ابنه الأكبر إلى القرية، بينما تكلف أحمد وأسرته برعايته حتى يشفى تماما بإذن الله..

في صباح الغد خرج أحمد للبحث عن عمل، فقصد بعض معارفه.. وبعد أيام أرسل إليه صاحب فرن وصديق قديم ليعمل معه..

عاد أحمد إلى العمل.. وكان شديد البر بوالده، وزوجته أمينة ترعى حماها مثل أبيها وأكثر..

مرت أسابيع، عاد العم علي إلى بيت ابنه، وحسنت العناية صحته كثيرا، وأوصاه الطبيب ألا يقرب الحقول نهائيا ..لتجنب الحساسية..

عاد إلى القرية بعد أيام.. ومرت شهور رزق خلالها أحمد بابنه الأخير، آخر العنقود كما يقولون، ففرحوا به كثيرا وشكروا الله على نعمه..

مرت الأيام وأحمد يكافح خارج البيت وأمينة تكافح داخله..

وفي منتصف الثمانينات نجح ابنه الأكبر في الثانوية العامة، فسافر إلى الخارج وترك فراغا كبيرا في البيت.. وكان أيامها الهاتف الأرضي من العلامات الأرستقراطية في المجتمع..

كانت أمينة تذهب مع زوجها كل أسبوع عند صديق له ليتلقوا مكالمة غالية من ابنهم البكر، الذي ذهب ليدرس إدارة الأعمال بهدف مساعدة والديه ورد بعض الجميل لهما..

غرق الابن في شهوات لا حصر لها، وانشغل عن دراسته بصديقة شقراء أنسته أهله والأرقام وعلمته الخمر والسيجارة والغرام..

بينما كان أحمد يكد ويجتهد ليرسل مبلغا شهريا لابنه راجيا من الله أن يعود إليه سالما غانما..

مرت ستة أشهر، طرق أحدهم الباب، فتحت أسماء الابنة الوسطى، فإذا به عمها مصفر الوجه محتار كيف يقول الخبر..

يتبع بعون الله
بقلم: نزهة الفلاح