عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2010, 02:44 AM
المشاركة 93
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هكذا نلاحظ أن طول اليوم بالتوقيت الغروبي دائمًا عبارة عن 24 ساعة يزيد أو ينقص ربع دقيقة تقريبًا (وإن كان ذلك اليوم هو يوم 4 نوفمبر، الذي طوله 24 ساعة و17 دقيقة تقريبًا) لأن كل يوم ينسب إلى اليوم الذي قبله، بينما المعايرة التي تحدث يوميٌّا خلال السنة مع كل غروب تعمل على تعديل الفرق اليومي، في حين يوجد هناك فرق تراكمي يحدث في طول اليوم وهو الذي أطلق عليه معادلة الزمن. ومن هنا نرى أن تحويل التوقيت الغروبي إلى زوالي بطريقة أولية لا تتضمن معادلة الزمن (التي تحل مشكلة اختلاف طول اليوم) تسبب في ظهور هذا الإشكال الذي نحن بصدده.

وباستخدام المعادلات الرياضية لتحديد مواعيد صلاة العصر وتطبيقها على خط عرض مدينة تريم التي عُمل الجدول فيها (16.05 درجة شمالاً) خلال السنة بالتوقيت الزوالي وذلك باستخدام معادلة الزمن وبدونها، وهو ما يوضحه الشكل(2) نجد أن المنحنى الذي يمثل وقت حلول الصلاة المصحح يتأخر تدريجيٌّا عن المنحنى الآخر غير المصحح في فصل الشتاء ليصل غايته إلى ما يقدر بـ 17 دقيقة. وهنا لا بد لنا من وقفة، فعند وجود جدول للصلاة عُمل قبل أكثر من قرن من الزمان معتمد على الأرصاد المباشرة للظل ومشيرًا إلى اختلاف (ظاهري) في تقديم وقت صلاة العصر (عند تحويله من توقيت غروبي إلى زوالي) بحوالي 17 دقيقة تقريبًا وبالتحديد في أوائل نوفمبر وهو التاريخ الذي حددت فيه الدراسات الحديثة أكبر تغيير في معادلة الزمن فإنما يدل على مدى الدقة التي رافقت عمل ذلك الجدول بالرغم من صعوبة ومحدودية الوسائل التي كانت متاحة في ذلك الزمان مقارنة بما نحن فيه الآن، وما مصدر هذا الاختلاف الظاهري إلا عن عدم إتقان التحويل بين التوقيتين الغروبي والزوالي.



//

انتهى ..

د. حسن بن محمد باصرة